المقصود باللغة العربية هي اللغة التي بها نزل القرآن الكريم فيما بين سنة609-632م، يوم كانت لهجة غير مكتوبة، ضمن العديد من اللهجات في شبه الجزيرة العربية، يتكلم بها سكان الحجاز ونجد وما جاورهما، والتي قادت العناية بالقرآن وحاجات الدولة الإسلامية التي انبثقت منه، في القرن الأول والثاني الهجريين/السابع والثامن الميلاديين، إلى كتابتها، وتدوين معجمها، واستنباط قوانينها التركيبية والشكلية الصوتية الصرفية، وأساليبها المعيارية والعدولية.
وتم كل ذلك في فترة وجيزة، فسيطرت على الحياة الثقافية في العالم العربي الإسلامي، وأصبحت منذ عهد الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/685-705م)، لغة التميز، تحتكره لمن يتقنها، فلا حق لمن لا يتقنها في المناصب القيادية.
وأصبحت من أقوى اللغات عالميا (سياسيا، عسكريا، ثقافيا، لسانيا، وربما ديموغرافيا واقتصاديا) خلال القرون (8-11)، فاحتكرت المنابر الثقافية في كل مكان يدخله الإسلام.
قبل أن تتراجع منذ القرن12م إلى19م، وتنزوي في دوائر ضيقة، وإن ظلت إلى اليوم، تحتفظ بمكانة خاصة لدى أتباع الديانة الإسلامية، لأنها لغة مصدري التشريع الأساسيين في الإسلام: القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلمات هذه اللغة، وهي لغة طقسية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في العالم العربي، كما كتب بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، وأثرت في كثير من اللغات الحديثة: كالتركية والفارسية والألبانية والعديد من اللغات الأفريقية، واللغات الأوروبية كالروسية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية والايطالية والألمانية.
ثم شهدت حديثا خلال القرنين الماضيين، (13-14/هـ19-20م) تطورا على مستوى الإبداع الأدبي على الأقل، لم تكد تعرفه من قبل، لكنها مع ذلك، لم ترق إلى رتبة لغة التميز في أي من الدول العربية، رغم أنها نظريا هي اللغة الرسمية في كل تلك الدول، وأنها تدرس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الأفريقية والآسيوية المحاذية للوطن العربي (تشاد، مالي، السنغال، أريتيريا... إيران، تركيا...).
وعبر هذه التحولات القديم منها والحديث، ظلت اللهجات الموازية لها، تتطور وتنتشر، وتحتكر عنها البيت والشارع والسوق والحديث الشفهي التداولي عموما، إلى اليوم.
لكنها اللغة الوحيدة التي يزيد عمرها اليوم – باعتبارها لغة ثقافة وإلى حد ما لغة عمل وتداول- على أربعة عشر قرنا، ومازالت حية، بحيث يفهم شداتها أغلب نصوصها الأقدم دون عناء كبير، ولا دربة خاصة.
التسميات
لغتنا