حين يغرق المرء لا يلبث ان يتعلق بأول قشة تمرّ به عسى ان تنقذه مما هو فيه.. هذا ما كان عليه كلٌ من (يوسف هانجي أوغلو) و (نهاد) على الرغم من أنهما ينتميان لعالمين مختلفين تماماً الا ان الحزن جمعهما.
(يوسف) الشاب الذكي الوسيم، الغني، الطموح وحلم كل فتاة يتزوج سراً من (كلثوم) الشابة الفقيرة التي لم يكن أهل يوسف ليقبلوا بها كزوجة لابنهم.. ورغم ذلك جازف يوسف بزواجه منها مقابل حبه لها..
تموت (كلثوم) وهي تلد ابنها الصغير لتتركه يتيماً دون أم تحنو عليه وترضعه مُخلِّفةً وراءها صدمة تكاد تكون قاضية بالنسبة ليوسف هانجي أوغلو حين يعلم بأن هذا الطفل ليس ابنه من خلال بعض التحاليل.
أما (نهاد) الفتاة الجميلة الطيبة التي دفعها حظها العاثر للزواج من (صدقي) الجاهل المستهتر.. تنجب منه ابنتها (نظلي) التي تملأ عليها حياتها وتنسيها كل همومها الى ان كان يوم اختطف الموت (نظلي).. لتترك أماً منكسرة القلب حزينة تتألم بحرقة على فراق فلذة كبدها.. فتغرق نهاد بأحزانها الطويلة.. في تلك الأثناء كانت (حميدة هانجي أوغلو) تبحث عن مرضعة لحفيدها الا أنها لا توفق بذلك، فتقترح (سلطانة) مدبرة المنزل ان تأتي ب (نهاد) ابنة أختها لترضع حفيد هانجي أوغلو وتخفف بالوقت نفسه من حزن نهاد مقابل مبلغ من المال الا ان نهاد ترفض بشدة بادئ الأمر ذلك العرض لكن شقيقتها (سلوى) تقنعها بقبول ذلك رأفةً بأمهما المريضة علها تؤمّن لها ثمن الدواء الذي عجزوا عن تأمينه بوجود (رمزي) الأب العاطل عن العمل، الجشع الذي يعشق المال ويطمع بكل قرش تكسبه بناته، فتوافق نهاد على ارضاع (أنور) ابن يوسف بشرط وجود أختها معها.
تطمع (سلطانة) بأكثر من ذلك.. اذ تخطط لتزويج سلوى من يوسف.. ومما عزّز فكرتها تلك.. سعي حميدة لتزويج يوسف من أجل ان ينسى ما مرَّ به والعمل على اخراجه من تلك الأحزان التي تحيطه.. تَعْرِض (سلطانة) فكرتها على كلٍّ من سلوى ووالدها (رمزي) فتعجبهما الفكرة ويعملان عليها.. خصوصاً ان سلوى هي الأخرى تطمح للغنى والمال وتتطلع لتحسين وضعها المعيشي.. وكذلك تتمتع بالجمال والدهاء والذكاء بآن واحد.. فلقد كانت تعمل على التخطيط للزواج من جنيد ابن التاجر الذي تعمل عنده ولكن حين تعرض سلطانة فكرة يوسف.. تبدأ بتنفيذ ما اتفقتا عليه فوراً للفت نظر يوسف لها.. لكن يوسف تلفت انتباهه (نهاد) برزانتها وطيبتها ورقتها وانكسارها واشتراكهما بالحزن نفسه.. الا ان نهاد كانت متزوجة ومرتبطة بصدقي الذي لم تلبث ان انفصلت عنه فيما بعد.. وكانت قد تعلَّقَتْ هي الأخرى بيوسف.. ولكن الأوان كان قد فات اذ كانت سلوى قد أحكَمَتْ شباكها حول يوسف ونشأَتْ بينهما قصة حب قوية فما كان من نهاد الا ان انسحبَتْ من حياتهما بهدوء متخلية عن حبها ليوسف لتقابل شخصاً قريباً ليوسف –هو الآخر يعيش حزناً عميقاً داخله جرّاء فقده لزوجته وحبيبته ليلى.. يعلم (شينار) مقدار حب نهاد لصديقه وقريبه يوسف ويعرف ما تعانيه كيلا تخسر أختها.. ويتفقان على الزواج لتهرب نهاد من مشاكلها مع زوجها (شينار) لاسطنبول.. استاءَتْ حميدة من قصة سلوى ويوسف أشد الاستياء وعملَتْ بكل قواها للتفريق بينهما ولم تدع وسيلة لذلك.. الا واتّبَعَتْها.. الا أنهما ظلا مرتبطين ببعضهما ارتباطاً قوياً الى ان تمّتْ خطبتهما رسمياً.. ولكن مع مرور الأيام ومحاولات (حميدة خانم) المتكررة والدؤوبة على التفريق بينهما تتكشف لها أكاذيب وحيل سلوى القديمة للفوز بيوسف.. وتُطلِع ابنها على ما كان من سلوى من كذب ودهاء وتواجهها ب (جنيد) خطيبها السابق.. ليُصدَم يوسف صدمة كبيرة بسلوى.. في الوقت نفسه تزج (حميدة خانم) بـ(بادية) ابنة (جلال بيك) التاجر المعروف في حياة ابنها يوسف وتقحمها اقحاماً بعملهم معاً بالشركة وتحاول لفت نظره اليها.. وتحاول ابعاده عن سلوى ونسيانه لها.. الا ان يوسف لم يستطع نسيان سلوى أو ابعاد خيالها عنه.. كان (محمد) ابن عم يوسف قد أحبّ بادية وحاول استمالتها اليه بشتى الطرق ولكن بادية كانت مشغولة بيوسف الذي ملأ حبه قلبها وشغل بالها وتحاول ارضاءه بشتى الطرق.. وتحت اصرار والحاح حميدة خانم وبتأثير غضبه مما كان من سلوى يقبل يوسف الزواج من بادية عله ينسى سلوى وما عملَتْه من حيل وأكاذيب.. حين يعلم محمد بزواج يوسف وبادية يهرع لاخبار سلوى التي تنصدم بقرار يوسف وتركض اليه في يوم عرسه علها تثنيه عن قراره ذاك.. الا أنه يصرّ على موقفه منها.. ترجع سلوى وهي تقود سيارتها بسرعة جنونية وتتعمد ان تصدم سيارتها بالحائط ظناً منها أنها ستموت.. حين يعلم جنيد ما حدث لسلوى بسبب يوسف ويظنها بأنها قد ماتت.. فيقرر الانتقام من يوسف اذ كان يحبها حباً حنونياً فيذهب اليه للعرس ويطلق النار عليه.. لينتهي الجزء الأول من هذا العمل.. ويبدأ الجزء الثاني لنرى ان سلوى باتَتْ طريحة الفراش مشلولة.. ويوسف دائم السؤال عنها.. فتقرر حميدة ان تمحو سلوى وذكرها من حياة يوسف للأبد ظناً منها بأن سلوى هي التي أرسلت جنيد ليطلق النار على يوسف.. فتتفق مع الطبيب و (رمزي) الجشع بأن يوهموا الجميع بأن سلوى قد ماتت وذلك مقابل مبلغ كبير من المال وتخفي سلوى عن الأنظار في بيت بعيد على ان تغادر وأبوها مع جنيدلأمريكا.. ليختفواعن أنظارالجميع وتختفي سلوى من حياة (هانجي أوغلو) للأبد.. عاش يوسف فترة طويلة من الحزن على سلوى وعاشَتْ معه بادية تلك الفترة وصبرَتْ عليه.. على أمل ان يعود لها وحدها.. لكن سلوى تتعافى وتعاود المشي وتحاول ان توصل ليوسف أنها لاتزال على قيد الحياة بكل الوسائل ولكن تواجهها الكثير من المشاكل والصعوبات وتفشل بايصال رسالتها له.. الى ان كان يوم عرف فيه يوسف تلك الحقيقة وبطريق الصدفة البحتة ودون تدخل من أحد وكادَتْ تكون صدمته قاتلة حين يلتقي سلوى ويعرف أنهاعلى قيد الحياة.. يتكلم معهاويتأكد من براءتها بعدما حاولَتْ حميدة خانم تشويه صورتها أمام يوسف واتهامها بشرفها وعفتها اذ قالت ليوسف ان سلوى كانت حامل من جنيد قبل موتها.. يحاول يوسف ان يستفسر عن الحقيقة كاملة من سلوى.. فماذا ينتظر كلاهما من مفاجآت قادمة.. وما مصير علاقة يوسف وبادية.. وماذا سيفعل يوسف حتى يستعيد حبه الضائع منه والذي أحس ان روحه قد عادَتْ اليه بعدما وجدها.. وما هو موقف سلوى الحائرة بين العودة لحبها الوحيد والذي شعرت من دونه باليأس والاحباط التام.. وبين ان تنأى بنفسها عن حياته التي اختارها بدونها ليذوق مرارة ما تجرّعته هي ببعدها عنه.. .
(حب في مهب الريح) عمل درامي اجتماعي تدور أحداثه في منطقة (كبادوكيا) استمر عرضه لعدة مواسم.. قام بدور البطولة ولموسمين متتابعين (مراد أونالميش) ثم انسحب من الموسم الثالث لارتباطه بعمل آخر ليؤول دوره للفنان (براق حقي) الذي عرفناه في مسلسل (دقات قلب) بدور كنان.. أما دور البطولة النسائية بهذا المسلسل فقد قامت به كل من (سيلين سويدر) بدور نهاد وهي ملكة جمال تركيا للعام 2007.. و (بيرجيه آكالاي) بدور سلوى وهي الوصيفة الأولى لملكة جمال تركيا عام 2004 وكذلك الممثلة (توفانا توركاي) بدور بادية التي فازَتْ بجائزة أفضل موديل عام 2009.