علاقة المصطلح السردي بالنقد القصصي والروائي.. توظيف التراث السردي في اللغة القصصية والتقانات الجديدة والحداثية وتداخلها

دخل المصطلح السردي اتجاهات النقد القصصي والروائي بعامة، واستفاد النقاد من الشكلانية الروسية والبنيوية وما تطور عنهما من اتجاهات حداثية أخرى، فتطورت أدوات الصياغة القصصية والروائية من الناحية النظرية والتطبيقية، واختار نموذجاً لذلك كتاب إبراهيم فتحي (مصر) «الخطاب الروائي والخطاب النقدي في مصر» (2004)، وشرح فيه مصطلحات الخطاب والنموذج الحداثي والمكان والزمان والشخصية ووجهة النظر.

وعالج توظيف التراث السردي في اللغة القصصية والتقانات الجديدة والحداثية وتداخلها، فقد كان السرد التراثي في الأسطورة والخبر التاريخي والسيرة الشعبية والحكاية والليالي والمقامة ومواقف المتصوفة ومكابداتهم بأجمعها يفترض مسبقاً نمطاً تقليدياً من الشخصية.

ومعظم الحكايات كانت تسقط رؤية الجماعة ـ وهي ضئيلة السيطرة على الطبيعة ـ على عوالم بعيدة في «الهناك» لا في «الهنا»، وعلى كائنات خرافية تعكس مخاوفها وآمالها.

فبنية الرؤى والانفعالات (استمرارها الإيقاعي أو علاقاتها المتقابلة) تسقط على الطبيعة وكائنات العالم وشخوصه في نزعة إحيائية.

وقد قامت التراكيب والأشكال الفنية السردية على استعارة كبرى لتصور طبيعي إحيائي عن العالم، فالعالم مشكل من قوى حية وراء هذا العالم تكاد أن تشبه الإنسان لكل منها رغبات ودوافع متصارعة، ولكنها موجهة بغائية تفرض نوعاً من الاتساق.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال