مقومات الصورة الشعرية في الشعر العربي القديم ومرجعيتها.. علم البيان كالتشبيه والاستعارة الكناية والمجاز المرسل



مقومات الصورة الشعرية في الشعر العربي القديم ومرجعيتها:

1- مقوماتها: علم البيان كالتشبيه والاستعارة الكناية والمجاز المرسل.
مرجعيتها: الذاكرة الشعرية أي منجزة من الصور المطروقة في الشعر القديم كتشبيه القوي بالأسد والجميلة بالغزال.

العلاقة بين عناصر الصورة تراعي المقاربة في التشبيه أي وضوح وجه الشبه، والمناسبة في الاستعارة بين المستعار منه والمستعار له بحيث لانحتاج إلى جهد فكري أو تأمل لإدراكها.

وظيفة الصورة الأساس الإيضاح والبيان والتجميل وهي جزئية في الغالب انسجاما مع وحدة البيت التي لا تسمح بامتداد الصور وتركيبها.

2- إلى جانب علم البيان نجد الإيحاء كما أسلفنا عبر الرموز اللغوية أو الأسطورية كما فعل علي محمود طه.
عناصر الصور من الذات والطبيعة عبر التجسيم والتشخيص.

عدم الحرص على المقاربة والمناسبة وبالتالي فوظيفة الصور إيحائية أي توحي بدلالات متعددة لانكاد نتفق حولها والإيحاء معنى يَخضع للذات ولأهوائها وثقافتها وعكسه التقرير وهذا يعني عند رولان بارت الرجوع إلى طبيعة اللغة (ألا تبدو جملة ما مهما كان المعنىالذي تعبر عنه متأخرا عن ملفوظه. تقول شيئا بسيطا وحرفيا وأوليا شيئا حقيقيا يكون كل ما يأتي بعده أدبا) s/z ص 15- 16.
الصور تجمع بين الجزئية والكلية.

3- مقوماتها: علم البيان، وتتمظهر فيما ينعت بالنزياح الدلالي عبر الإسنادأي خلق منافرات دلالية بالجمع بين عناصر متنافرة في الواقع يسهل ضبطها من خلال المزاوجات الآتية: الفعلية: ف + فا: ابتسم الورد. الاسمية: مبتدأ+خبر: الجو كئيب. مضاف + مضاف إليه: يد الزمان. اسم + فعل: الحزن يفترش الطريق كما قال صلاح عبد الصبور.
فهذه الانزياحات هي في الحقيقة الاستعارات مكنية تشخيصية.

وظيفة الصور الإيحاء بالحال النفسية للشاعر القائم مقام الإنسان.الصورمركبة و كلية في: الغالب إلى جانب الانزياح الدلالي نجد:

- الزمور بأنواعها المختلفة: اللغوية، الدينية، التاريخية، الأدبية.
- الأساطير بإعادتها كما هي أو تحويرها أو خلقها، وظيفتها نفسية إيحائية تخييلية وتشكيل.
- رؤيا (بالمد لا بالتاء) غير مسبوقة تجعل الدلالة منفلة مما يسم الشعر بالغموض.

وهو مستحب في الشعر الحديث يحقق ما أسماه بارت بلذة النص شريطة ألا يكون ناجما عن هلوسةغير مفهومة حتى للشاعر نفسه، وإنما عن حذ ق فني ومهارة في التلاعب بالملفوظات وعن عمق التفكير وتوظيف المعرفة الإنسانية.

وهنا يكون المتلقي مجبرا علىالارتقاء إلى مستوى الشاعر لا أن ينتظر نزوله.
وكأن الشاعريردد ما قاله أبو تمام لمن اتهمه بالغموض :ولمَ لاتفهمون ما يقال؟.

فنزول الشاعر يعني موت شعره لأنه ستكون بدلالة واحدة واضحة وخلود الشعر يكون بتعدد دلالاته وبقدرته على الإدهاش.


0 تعليقات:

إرسال تعليق