حياتنا النفسية والممارسة الجنسية.. الأمراض النفسية تكون مصحوبة باضطراب في أداء الوظيفة الجنسية

بحكم عملنا في مجال الطب النفسي فإن الارتباط الوثيق بين النواحي النفسية والممارسة الجنسية يعتبر حقيقة تؤكدها الملاحظة في كل الأحوال.

والدليل علي العلاقة بين الحالة النفسية والجنس هو ما يلاحظه كل منا ببساطة من أهمية راحة البال والهدوء النفسي لنتمكن من الاستمتاع بممارسة الجنس في حياتنا المعتادة، وأي واحد منا يعاني من القلق وانشغال البال أو التوتر فإن الناحية الجنسية تتأثر نتيجة لذلك ولا يمكنه القيام بواجباته الزوجية علي الوجه الأكمل.

كما أنه من المعروف أن الكثير من الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والوسواس القهري تكون مصحوبة باضطراب في أداء الوظيفة الجنسية لا يتحسن إلا بعلاج هذه الأمراض النفسية.

كما أننا نلاحظ بحكم العمل في مجال الطب والعلاج النفسي أن الكثير من المشكلات الزوجية وسوء التوافق بين الزوجين الذي يؤدى غالباً للإنفصال والطلاق قد يكون العامل الرئيسي المسبب لكل ذلك هو عدم التوافق في العلاقة الزوجية بين طرفي الزواج.

وقد تظهر المشكلات في مناطق أخرى من العلاقة الزوجية لكن الجنس يكون هو السبب الحقيقي وراء ذلك.

ويمثل الحديث عن الحياة الجنسية منطقة حرجة لا يرغب الجميع في الاقتراب منها حتى في العيادة النفسية، والرجال في العادة أكثر إقداماً علي الشكوى من المشكلات الجنسية مقارنة بزوجاتهم.

وقد يتطلب الأمر أن يكون الطبيب النفسي هو الذي يبادر بالسؤال عن الحالة الجنسية لارتباط ذلك بالحالة النفسية لكن ذلك يكون شائكاً بالنسبة للسيدات خصوصاً غير المتزوجات!!

ونظرا لأن الكثير من الحرج يحيط بالسؤال عن الحالة الجنسية فإن الاطباء غالبا ما يفضلون الحديث عنها بصورة غير مباشرة.

وفي الطب النفسي فإن العلاقة بين الامراض النفسية والنواحي الجنسية هامة للغاية ويجب الاهتمام بها اثناء المقابلة النفسية وأثناء فحص الحالات النفسية، ورغم ان بعض الرجال يجيبون علي اسئلة الاطباء ويصفون مشكلاتهم الجنسية بصورة واضحة وصريحة فإنهم في الغالب لا يعتقدون ان السبب في المشكلات الجنسية هو الاكتئاب او الحالة النفسية بصفة عامة، ويدفع ذلك الكثير من الرجال الي طلب العلاج عند الاطباء من تخصصات الطب الاخرى دون التفكير في عرض المشكلة علي الطب النفسي.

وبالنسبة للمرأة فإن الحديث في الأمور الجنسية يعتبر من المحظورات تبعا للتقاليد في البيئة الشرقية وغالبا فإن السيدات لا يتحدثن عن أي تغييرات او أعراض تتعلق بالنواحي الجنسية رغم انها موجودة بالفعل، ولكن الكثير من السيدات عندما يسألن عن هذه المشكلات يجبن بالايجاب.

ونحن ننصح بالدقة في اختيار الاسلوب المقبول بالسؤال عن الأمور الجنسية خصوصا بالنسبة لمرضي الاكتئاب أثناء المقابلة في العيادة النفسية للمرة الأولى..

أما بالنسبة للمرأة فيتم توجيه هذا السؤال أثناء المقابلة النفسية بطريقة عارضة لا تتسبب لها في الحرج.
وبالنسبة للأرامل والمطلقات من السيدات، وكذلك بالنسبة للفتيات والمراهقات فإن الموقف يكون صعبا للغاية في الاستفسار عن النواحي الجنسية.

ويجد الاطباء صعوبة بالغة في الاقتراب من هذه المنطقة ولو حتي بمجرد التلميح، وعادة إذا لم يتم فهم محتوى الاسئلة حول الجنس من جانب المرضي أو الكلام  بصراحة فإن علي الأطباء استنتاج الإجابة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال