احتدام المنافسة بين أجهزة القراءة الالكترونية في العالم.. سوني ريدر. كيندل أمازون. كلاسيك كولكشن

قد يصبح عام 2009 هو عام تحقيق أحلام مدمنو القراءة أو "دود الكتب" كما يسميهم الغرب، فمع انتشار تحويل الكتب إلى نسخ رقمية ستصبح أجهزة القراءة الإلكترونية ضرورة لا غنى عنها مستقبلاً وليست مجرد كماليات أو نوع من الرفاهية.

وذكر تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن رواد المكتبات العامة لن يضطروا إلى تسلق الأرفف أو البحث بين أكوام التراب بعد الآن لأن الكتب الإلكترونية ابنة عم الكتب التقليدية –على حد وصف الصحيفة- ستسحب البساط من تحت أقدام النسخ الورقية.

وكشف التقرير النقاب عن أن جهاز "سوني ريدر" الذي أنتجته شركة سوني  يتصدر قائمة المبيعات من تلك الأجهزة، حيث نفذت الدفعة الأولى من السوق منذ طرحها في سبتمبر الماضي.

وينافسه بشدة جهاز "كيندل" الذي طرحته شركة "أمازون" مؤخراً والذي يتيح تحميل مئات الكتب لاسلكياً من على الإنترنت بالإضافة إلى قراءة عشرات الصحف والمجلات والمواقع المتخصصة.

وتم بيع 400 ألف جهاز منه حتى الآن في الولايات المتحدة فقط ومن المقرر أن يتم طرحه قريباً في المملكة المتحدة.

وفي الوقت ذاته تستعد شركة "نينتندو" للألعاب بالتعاون مع مؤسسة "هاربر كولينز" للنشر لإطلاق برنامج "كلاسيك كولكشن" الذي يحمل روايات كلاسيكية لشيكسبير وديكنز إلى جانب عدداً من الألعاب.

ولم تتخلف "آبل" عن المسيرة حيث طورت نظاماً لتحميل الكتب على أجهزة التليفون المحمول "آي فون" مقابل حوالي نصف دولار للكتاب الواحد.
ومن المتوقع أن تنضم أجهزة جديدة إلى السباق في العام الجديد وهي "آي ريكس" و"آي لياد".

من جانبهم، يحاول الناشرون مواكبة هذا التطور السريع حيث قامت دار "بنجوين" مثلاً بتوفير خدمة التحميل الإلكتروني من على الإنترنت أو من خلال قنوات أخرى مثل الهواتف المحمولة بينما تخطط مبدئياً لتحويل 5000 كتاب إلى نسخ إلكترونية تصل إلى 18 ألف كتاب– إجمالي إصدارات الدار- في عام 2010. 

وفي الإطار نفسه، قامت مؤسسة "جوتنبرج" بتأسيس أرشيفها الإلكتروني منذ عام 1971 ويضم 24 ألف عنوان جميعها متاحة للتحميل بدون مقابل مادي من موقعها على الإنترنت.

تتمثل فائدة تلك الأجهزة في حجمها الذي لا يتعدى حجم كف اليد وخفة الوزن ومحاكا الشكل التقليدي لصفحات الكتب، كما تراعي الإضاءة الموجودة في المكان بحيث لا تجهد عين القارئ.

يتراوح سعر الأجهزة حول 200 دولار لكن الشركات المنتجة تحاول خفض التكلفة واستقطاب المتمسكين بالكتب في شكلها التقليدي من خلال إضافة عوامل جذب ترفيهية مثل مشغلات الموسيقى والألعاب وغيرها.

ومن المقرر أن تحمل الدفعات الجديدة تصميمات تناسب الشرائح المختلفة من ألوان جذابة وأشكال تناسب الشباب أو رجال الأعمال أو السيدات.

وقد لا يكون توافر مثل تلك الأجهزة في السوق العربية صعباً مع الانخفاض المتوقع لأسعارها مع الوقت، بقدر ما تمثله ندرة الكتب الإليكترونية العربية من مشكلة تعرقل هذا الأمر، فمن غير المنتظر أن يتمتع القارئ العربي قريباً بتلك التقنية ما لم تهتم دور النشر العربية بتقديم كتبها إليكترونياً للأجيال الجديد من القراء.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال