رسائل الحكمة عند الدروز:
يستمد الشيعة الدروز عقائدهم من مجموعة من الرسائل تبلغ 111 رسالة، أطلقوا عليها اسم (رسائل الحكمة)، وهي رسائل منسوبة إلى أئمتهم كحمزة بن علي الزوزني, وبهاء الدين وغيرهما..
تأليه الحاكم بأمر الله:
طبعاً أصبحت هذه الرسائل بالنسبة للشيعة الدروز، بعد غيبة هؤلاء الأئمة، قائمة بالأمر والنهي والتحليل والتحريم.
وعقائد الدروز تدور كلها حول تأليه الحاكم بأمر الله، والزعم بأن الله تعالى حل فيه، عياذاً بالله تعالى من هذا الكفر وهذا الضلال.
رسائل الحكمة هي مجموعة كتابات مقدسة على شكل رسائل رعوية كتبها حكماء الطائفة الدرزية الأوائل.
ظهرت الرسائل باللغة العربية واشتملت على 111 رسالة موزعة على ستة كتب جمعها عبد الله التنوخي عام 1479م وهو من أكبر الحكماء الدروز.
بحسب الموروث الشفهي، عدد الكتب هو 24 ضاع 18 منهم أو أخفيوا.
الرسالة السادسة لحمزة بن علي:
أقدم الرسائل هي الرسالة السادسة وكتبها حمزة بن علي عام 1017م.
ويعود له كتابة 30 رسالة في المجلدين الأولين. وآخر الرسائل هما الرسالتين 109 و 110 وكتبهما المقتنى بهاء الدين عام 1042م.
تفتح الرسائل برسالة الوداع التي كتبها الحاكم بأمر الله يفسر بها مجهوده في مساعدة متابعيه في الوصول إلى الرفاهية والسلام الذاتي والالتزام بالحق.
كتاب رسائل الحكمة عند الدروز:
أهم من كتب في الرسائل هم ثلاثة:
- حمزة بن علي:
من خراسان والملقب بـ«العقل» وبـ«قائم الزمان» و«هادي المستجيبين».
- إسماعيل بن محمد التميمي:
وهو الملقب بـ«النفس» وبـ«صفوة المستجيبين» وهو صهر حمزة ووكيله في الدين.
- بهاء الدين أبو الحسن السموقي:
وهو الملقب بـ«التالي» وبـ«المقتني» وهو آخر الحدود الخمسة وهو أكثر من كتب من الرسائل، وفسر معظم رسائل حمزة. كما لم تذكر هوية من كتب بعض الرسائل.
مضامين رسائل الحكمة عند الدروز:
تحتوي الرسائل على خطابات حول الأفلاطونية المحدثة والغنوصية وكونية أفلاطون، كما تتناول صياغات لأعمال عربية متل الفارابي وبطليموس و برقليس وكتابات حول الروحانية الكونية والمعتقدات لديانات ولفلسفات عاصرت كُتابَها.
كما انتقدت مواقف رجالات مرتدين أو من حاول تشويه المعتقد وتعاليمه مثل «الرد على النصيري» ومقالات المجلد الخامس من الرسائل.
كُتبت معظم الرسائل بلغة عربية مُحدثة عن العربية التقليدية تُشابه أسلوب كتابات النصارى العرب.
تقدم الرسائل تَبصُرا قيما عما كان يحدث في مصر في القرن الحادي عشر الميلادي من دمج للعقل والروح نتج عن تجلى الإله للإنسان عبر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ومريديه.
وأدى هذا الدمج لنشوء أفلاطونية عربية محدثة تخلط بين قيم الإسماعلية وعناصر مُطوّعة من المسيحية وبالتالي كان له الأثر الكبير في تاريخ الأديان.
ويستنتج من الرسائل أن الحاكم بأمر الله لم يمت لكنه تغيب عن الكون الملموس ليعود بعد زمن لإظهار حكمة الدروز وبدء العصر الذهبي للبشرية.
0 تعليقات:
إرسال تعليق