ديناميكية الأودية والشعاب في حوطة بني تميم والحريق: تحليل جيوهيدرولوجي وتأثيرها على التركيب السكاني والنشاط الزراعي في المنطقة

منابع الأودية في حوطة بني تميم:

تُعدّ حوطة بني تميم منطقة غنية بالأودية والشعاب التي تشكل المصدر الرئيسي للمياه السطحية والجوفية فيها، وتؤثر بشكل مباشر على طبيعتها الجغرافية، تركيبتها السكانية، ونشاطها الاقتصادي، خاصة الزراعي. تُعرف هذه المنطقة بكونها جزءًا من الحافات الشرقية لجبل طويق، مما يمنحها تضاريس وعرة وكثرة في الأودية والشعاب.

مصادر الأودية والشعاب الرئيسية:

تتغذى أودية وشعاب حوطة بني تميم بشكل أساسي من:
  • الأمطار الموسمية: تُعد الأمطار التي تهطل على المرتفعات والجبال المحيطة، وخاصة جبال طويق، المصدر الرئيسي الذي يغذي هذه الأودية والشعاب. تتجمع مياه الأمطار في هذه المناطق المرتفعة ثم تنحدر عبر الشعاب الصغيرة لتصب في الأودية الكبرى.
  • المرتفعات والتلال: تُشكل التضاريس المرتفعة والتلال المنتشرة في المنطقة (مثل ظهرة علية، ظهرة السلامية، ظهرة الحلوة) نقاط تجمع لمياه الأمطار، التي تتشكل منها شعاب صغيرة تغذي الأودية الرئيسية.

أهم الأودية والشعاب في حوطة بني تميم:

تتنوع الأودية والشعاب في حوطة بني تميم من حيث الحجم والامتداد، ويمكن تقسيمها إلى مجموعات رئيسية:

1. وادي برك (أو بريك):

يُعتبر من أكبر وأشهر الأودية في المنطقة وجنوب نجد. ينبع من مناطق مرتفعة ويتجه شرقًا، ويغذيه العديد من الأودية والشعاب الفرعية من جانبيه، ومن أبرزها:
  • وادي مطعم: أحد الروافد الهامة لوادي برك.
  • وادي نعام (أو وادي الحوطة): يُعد من أكبر الأودية في المنطقة وأقدمها من حيث الاستيطان والتعمير، ويغذيه داخل حدود المحافظة عدد من الشعاب من اليمين واليسار مثل: الرواحية، الشعيب، المعاضد، القبورية، الحمدانية، الحضارية، اللاقية (اللاية).
  • وادي أبا اللصف: يُعد من الشعاب التي تصب في وادي برك.
  • وادي ديم: يشتهر بانتشار أشجار السمر.
  • وادي الفارعة: من الشعاب التي تغذي وادي برك.
  • أودية وشعاب أخرى مثل: طلحاء، بعيجة، أبو سحراء، شعاب السوط، الشيق، باطن ابن وثلان.

2. وادي الحريق:

يُعد وادي الحريق ملتقى واديين كبيرين وروافد وشعاب كثيرة. تتركز حوله معظم أودية وشعاب حوطة بني تميم، ما عدا الشعاب الشرقية التي تميزت بالاستثناء في النص الأصلي. يُعرف سد الحريق بكونه من أكبر السدود في المملكة، ويحجز خلفه مياه العديد من الشعاب والأودية القادمة من خط تقسيم المياه الغربي لظهرة العليا والمناطق الواقعة غربها. وتعتبر مياه الحريق من أجود المياه في المنطقة.

3. الشعاب الشرقية الاستثنائية:

كما ذكر في النص الأصلي، هناك بعض الشعاب التي تقع في الجهة الشرقية من حوطة بني تميم وتفصلها عن الأودية الأخرى بوادي بريك. هذه الشعاب هي:
  • شعيب أبا اللصف: على الرغم من أنه ذكر كرافد لوادي برك، إلا أن النص يشير إلى أنه ضمن الشعاب الشرقية التي تفصلها عن باقي الأودية، مما قد يعني أن له روافد أو جزءًا منه يقع في هذه الجهة المنفصلة.
  • باطن بن وثلان: يقع ضمن هذه المجموعة الشرقية.
  • النصبية: من الشعاب التي تقع في الجهة الشرقية.
  • بعض شعاب الفارعة بالحلوة: تشير إلى شعاب ضمن منطقة الفارعة تقع في الحلوة وتتجمع في الجهة الشرقية.

أهمية هذه المصادر المائية:

  • الزراعة: تُعد المياه المتوفرة من هذه الأودية والشعاب حجر الزاوية للنشاط الزراعي في حوطة بني تميم، حيث تعتمد عليها مزارع النخيل والحبوب والخضروات.
  • المياه الجوفية: تسهم هذه الأودية في تغذية الخزانات الجوفية، مما يوفر مصدرًا مستدامًا للمياه للآبار المستخدمة للشرب والري.
  • التنوع البيولوجي: توفر هذه المناطق المائية بيئة مناسبة لازدهار أنواع نباتية وحيوانية، خاصة بعد هطول الأمطار، مما يعزز التنوع البيولوجي في محميات مثل محمية الوعول التي تقع جنوب الحريق وغرب حوطة بني تميم.
  • الاستيطان البشري: تاريخيًا، تركز الاستيطان البشري حول مصادر المياه، مما يفسر توزيع القرى والهجر على ضفاف هذه الأودية والشعاب.

خلاصة:

باختصار، تُشكل الأمطار والتحصينات الجبلية والمرتفعات المصدر الرئيسي لأودية وشعاب حوطة بني تميم، والتي تتوزع بشكل رئيسي حول وادي برك ووادي الحريق، مع وجود نظام صرف مائي منفصل للشعاب الشرقية التي يفصلها وادي بريك.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال