بدأ إنشاء فرق دائمة في المدن الكبيرة في الولايات المتحدة منذ الخمسينيات من القرن العشرين. وقد ازداد عدد هذه الفرق بشكل كبير جدًّا بعد الدعم الذي أصبحت تحصل عليه من مؤسسة فورد والمؤسسات الأخرى.
وتقدم هذه الفرق عروضها على مسارحها الخاصة بها؛ وعادة ما يكون لها إدارة دائمة من بينها مدير فني ومدير إداري. وتحاول هذه الفرق تنويع عروضها لتشمل فترات زمنية وأساليب مختلفة. غير أن هذا لم يمنع أن يكون بعضها قد تخصص في تقديم العروض الجديدة فقط. وقد يحدث أن تتعاقد هذه المسارح مع مخرج أو ممثلين للاشتراك في عرض واحد أو أكثر.
وتعمل معظم الفرق الدائمة بنظام الاشتراكات الموسمية.
يقدم المسرح إلى زبائنه تخفيضات إذا اشترى هؤلاء تذاكر مقاعد لكل عرض من عروض الموسم. وتؤمن طريقة الاشتراكات الموسمية الحصول على مبالغ لا بأس بها قبل بداية الموسم؛ كما يحميها من خسائر كبيرة لو فشل عرض أو أكثر من عروض الموسم. وتظل الأمور المالية هاجس هذه الفرق الأول؛ لهذا تحاول دائمًا الحصول على دعم مالي إما حكومي وإما من القطاع الخاص.
جماعات مسارح الهواة تنتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. وتضم مسارح المدارس الثانوية ومسارح المجموعات المحلية.
هناك فرق مسرحية في العديد من الكليات والجامعات الأمريكية تقدم عروضًا جزءًا من متطلبات الدراسة فيها؛ وتقدم هذه العروض خدمة للمجتمع في نفس الوقت. تتم إدارة بعض مسارح الكليات والجامعات بنفس الطريقة التي تدار بها مسارح المحترفين. وبما أن هدف هذه الفرق ثقافي في الدرجة الأولى، فإنها تقدم عروضًا رفيعة المستوى تتناول نصوصًا من مختلف الفترات الزمنية. وربما تعاقدت هذه المسارح أحيانًا مع أحد المخرجين أو الممثلين الكبار لكي يشترك في عروضها، غير أن طاقم هذه العروض عادة مكون من الطلبة أنفسهم.
وأخيرًا لابد أن نذكر شيئًا عن المسارح المحلية الصغيرة التي تأسست وتطورت بين 1900 و1920م؛ ويبلغ عددها اليوم 5000 مسرح في الولايات المتحدة. ولا تقتصر هذه المسارح على تقديم التسلية، بل تساعد على شحذ مواهب أَعضائها. قد تتعاقد بعض هذه المسارح مع مخرج دائم يشرف على عروضها؛ لكن من المعتاد أن يكون جميع العاملين في مثل هذه المسارح من المتطوعين وتركز هذه المسارح عادة على العروض الكوميدية أو الموسيقية.