تنظيم المواد الدراسية وتوازن شبكات المواقيت.. تفتيت المعرفة وتكرارها وإعاقة التسيير الراشد للرصيد الزمني المدرسي



تنظيم المواد الدراسية وتوازن شبكات المواقيت:

لقد ترتّب عن تعدّد المواد تفتيت المعرفة وتكرارها، ممّا يعيق التسيير الراشد للرصيد الزمني المدرسي. 
وشبكات المواقيت التقليدية التي تتّصف بالثـقل تتعرّض غالبا للتخفيف الاعتباطي، ودون الأخذ في الحسبان أنّ هذه الشبكات لا تحتسب إلاّ الوقت الخالص للدراسة، ولا تأخذ بعين الاعتبار وقتا يخصّص للنشاطات المكمّلة كالمعالجة والإدماج والازدهار الشخصي.

تدرج المواقيت المدرسية:

وللعلـم، فإنّ تحديد شبكات المواقيت يتمّ وفق عمر التلميذ وقدراته على التركيز والاستيعاب من جهة، وفق طبيعة النشاطات وأهمّية الأهداف المقصودة من جهة أخرى.
وتؤكّد المقاييس الدولية على أنّ المواقيت المدرسية (بمفهومها العام) ينبغي أن تكون متدرّجة، وموزّعة بانسجام على مختلف النشاطات.

مشاركة المحيط الاجتماعي:

وتميل المنظومات التربوية عبر العالم إلى تعدّد وتنوّع أنماط النشاط وفضاءاته، وذلك حتّى يتلقّى التلميذ تربية ترمي إلى ازدهار شخصيته (بمشاركة المحيط الاجتماعي).
ونظرا لنقص الوسائل المادّية الخاصّة بالمعلومات، والثقافة (نقص في الفضاءات الثقافية، المكتبات، فضاءات الأنترنت التربوية...الخ)، فإنّ الغايات التربوية والمقاييس الدولية تحفّزنا على إبقاء التلميذ أطول وقت ممكن تحت (التأثير التربوي)، وهذا ينجرّ عنه إعادة نشر لمواقيت النشاط المدرسي، وإعادة توزيع مهام المدرّسين والمؤطّرين.

نجاعة بيداغوجية وتعليمية:

وعليه، ينبغي أن نخصّص رصيدا زمنيا يوضع تحت تصرّف المؤسّسة للقيام بالنشاطات التربوية الأساسية والمكمّلة، مثل النشاطات الموجّهة و/أو المحروسة دعما لنشاطات المواد، والنشاطات المتعلّقة بالعلاج، نشاطات المشاريع، نشاطات المشاركة في الأعمال ذات المنفعة الاجتماعية، وتنمية الورشات و/أو مختلف النوادي في إطار الإيقاظ والتنمية الشخصية للتلميذ.
كما تواجه شبكات المواقيت أيضا مشكل التحديد المسبق لمدّة الحصّة البيداغوجية.
لذا، ينبغي أن نقيم توازنا بين أهمّية الأهداف التعلّمية والقدرات الحقيقية للتلميذ على الانتباه والتركيز.
وتقسيم الوقت المخصّص للتعليم والتعلّم إلى حصص ذات ساعة أو ساعتين، إنّما يستجيب لانشغالات إدارية أكثر منها لمعايير النجاعة البيداغوجية والتعليمية.