من البرنامج إلى المنهاج التربوي.. نموذج لتنظيم التعليم يرتكز على المعارف التي ينبغي إكسابها للمتعلّمين



من البرنامج إلى المنهاج التربوي:

لقد ساهم كلّ من تطوّر الأنظمة التربوية والفكر البيداغوجي في إبراز الفرق الواضح بين مفهومي (البرنامج) و(المنهاج )، مع تفضيل المصطلح الأخير؛ لكنّنا مازلنا في ممارساتنا مرتبطين بـ(البرنامج).

تنظيم التعليم:

ويحيلنا مفهوم (البرنامج) إلى نموذج لتنظيم التعليم يرتكز على المعارف التي ينبغي إكسابها للمتعلّمين.
إذ هو يعتمد غالبا على قائمة من المعارف والمواضيع المستهدفة، وهي بدورها منظّمة وفق منطق خاصّ بمجال معرفي وبمادّة تُعتبر معرفة منظّمة ومبنية.

إيصال المعرفة للمتعلم:

كما أنّ تنظيم المؤسّسة التربوية وعملها يركّزان على المعرفة التي ينبغي إيصالها للمتعلّم، ثمّ يقوم هو بإعادة إنتاجها.
وكان النموذج المرتبط بهذا التنظيم موسوعيا من خلال الإنسان (العـارف) في مقابل الإنسان (الجاهـل).
وقد ساهمت صورة الإنسان (العـارف) هذه في إدخال نموذج من تنظيم المدرسة حيث كلّ شيء محدّد مسبقا: حجم المعارف التي ينبغي تحويلها إلى المتعلّمين، وطبيعة العلاقة البيداغوجية المفضّلة، ودور المعلّم، ودور التلميذ، وكذا كيفيات وطبيعة التقويم الذي يهتمّ أساسا بدرجة تطابق مستوى المعارف المكتسبة بالنسبة لما هو منتظر.

المنهاج التربوي:

أمّا مفهوم  (المنهاج) فهو يدلّ على كلّ التجارب التعلّمية المنظّمة، وكافّة التأثيرات التي يمكن أن يتعرّض لها التلميذ تحت مسؤولية المدرسة خلال فترة تكوينه.
ويشمل هذا المفهوم نشاطات التعلّم التي يشارك فيها التلميذ، والطرائق والوسائل المستعملة، وكذا كيفيات التقويم المعتمدة.