مرجعيات المنهاج التربوي المتعلقة بالأمة.. تطبيق واحترام القانون الصادر عن المؤسّسات الممثّلة للشعب



مرجعيات المنهاج التربوي المتعلقة بالأمة:

منذ صدور بيان أوّل نوفمبر 1954 إلى الدستور المعدّل سنة 1996، والمصادق عليه سنة 2000 ثمّ سنة2001، ثمّ سنة 2008 جميع النصوص المؤسّسة للأمّة تنصّ على:

- أنّ الدولة الوطنية جمهورية وديمقراطية:

أي يعيّن المحكومون حكّامهم.
وأنّ صفة الجمهورية للدولة تقـتضي تطبيق واحترام القانون الصادر عن مؤسّسات ممثّلة للشعب، ويسيّر العلاقات الاجتماعية وفق عقد اجتماعيّ متفق عليه بكلّ حرّية.

الشعور بالانتماء:

في المجال التربوي، يكون العمل على التوعية بالانتماء إلى هويّة جماعية مشتركة ووحيدة تتمثّل في الجنسية الجزائرية. الانتماء إلى الجزائر هو شبكة التضامنات التاريخية، والشعور بالانتماء إلى أمّة واحدة وشعب واحد.
وهو شعور يرتكز على التراث التاريخي والجغرافي، الحضاري والثقافي، الذي يرمز إليه الإسلام ولغتا الأمّة: العربية والأمازيغية، وكذا العَلَم والنشيد والعملة الوطنية.

ترسيخ قيم الجمهورية:

إنّ الميزة الأساسية للدولة الجمهورية هي الدولة الديمقراطية.
والديمقراطية بصفتها إيديولوجيا ونظام سياسي هي الوسيلة التي تمكّن من ترسيخ قيم الجمهورية كالمواطنة، والتضامن، واحترام الغير، والتسامح.
ومن البديهي أنّ الديمقراطية تقتضي حرّية التعبير التي تتطلّب بدورها تنمية القدرة على الإصغاء للغير واحترامه، وكذا القبول بحكم الأغلبية – مع احترام حقوق الأقلّية – عن طريق الاقتراع في حال عدم تحقيق إجماع.
وينبغي في المجال التربوي أن نتذكّر دوما أنّ الديمقراطية قيمة علينا نقلها للأجيال، بل أكثر من ذلك، فهي ممارسة وسلوكات يجب ترسيخها.
والمدرسة والقسم أوّل الأماكن التي تمارس فيها هذه السلوكات وتـنمو. 

- الدولـة وطنية وشعبيـة:

أي أنّها تعبير عن سيادة الشعب في خدمة الشعب.
وصفة الشعبية للدولة تقتضي بروز الوعي الشخصي والجماعي في آن واحد يعمل على تحصين المكانة الشخصية وحفظ الانسجام الاجتماعي.

بناء تضامن وطني:

وهذا الوعي المؤسّس على القيم السائدة للجهد المشترك من أجل حفظ الانسجام الاجتماعي وأبديته وازدهاره، يقتضي بدوره تنمية مواطنة فاعلة في خدمة الجماعة.
في المجال البيداغوجي، تساهم المدرسة بقسط وافـر في بناء تضامن وطني يتعدّى الأنانية والفردية، وذلك عن طريق تعليم يعتمد على الممارسة أكثر.