كفاءات المسعى العلمي.. استعمال أدوات التصوّر لفحص أهمّيتها بالنسبة للواقع باستخدام التعليل الاستنتاجي

يجب أن يعدّ تعليم العلوم والتكنولوجيا منذ البداية على أساس مشكلات ذات دلالة (قدر المستطاع) ومرتبطة بالحياة اليومية، فهذه المقاربة الوظيفية تسهّل إشراك التلميذ في مسارات التعلم.

كلّ المكوّنات التعليمية المتعلّقة بالتعلّم (سياق الاهتمام، بناء الدرس، التقويم) ينبغي أن تستلهم من هذا التصوّر الحديث الذي أصبح يتقاسمه الجميع في البيداغوجيا.

إنّها عملية وضع كفاءات المسعى العلمي حيّز التنفيذ، والتي تستلزم بدورها تكاملا دائما بين التجريب والتنظير قصد التنمية، وعلى وجه الخصوص:
- اكتشاف الواقع وتحليله؛
- مقارنة الأفعال الملاحظة قصد ترتيبها؛
- السؤال وصياغة الفرضيات؛
- الفحص التجريبي؛
- استنتاج القوانين؛
- بناء النماذج؛
- استعمال أدوات التصوّر لفحص أهمّيتها بالنسبة للواقع، وذلك باستخدامالتعليل الاستنتاجي. 

ولا شكّ أنّ نمذجة الواقع هي المسعى الأهمّ والأعقد في المسعى العلمي، لأنّ الانتقال من المحسوس إلى المجرّد، من الملاحظة إلى ترجمتها الشكلية يتطلّب القدرة على الاستخلاص من العالم الواقعي تصوّرا مبسّطا، حيث تتعلّق درجة التبسيط بالمستوى الذي نتواجد فيه.

وتستعين النمذجة بلغة الترميز التي يمكن أن تكون (حسب الحالة) رسومات بيانية، مخطّطات أو عبارات رياضية.
وعلى الأستاذ أن يركّز على أمثلة بسيطة توضّح كيفية إجراء النمذجة، وهذا في كلّ العلوم.

كما أنّ التجريب أيضا مسعى علميّ أساسيّ؛ فهو يتصوّر ويبتكر وضعيات يمكن إنتاجها من جديد، وتمكّن من إقامة حقيقة ظاهرة من الظواهر، أو قياس المعالم.

وهذا المسعى - الذي يخصّ كلّ العلوم- يغزو اليوم الرياضيات بفضل الحاسوب.
ولذا، علينا أن نعلّم التلميذ هذا المسعى، وأن نتقبّل المحاولة والخطأ والتقريب.

ثـمّ لا بدّ من تدريب التلاميذ على:
- الاستعلام، والملاحظة على وجه الخصوص، تدوين المعطيات واستغلال الوثائق؛
- التفكير المعلّل والترتيب، وإقامة العلاقات؛
- اعتماد المسعى التجريبي؛
- التحلي بروح النقدية في حلّ المشكلة العلمية؛
- إنجاز بعض الأعمال التطبيقية، والتركيبات التجريبية البسيطة، والقياسات، تربية الحيوانات، بعض الزراعات؛
- تركيب مشاريع بسيطة متعلّقة بالمعارف المدروسة؛
- استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتّصال بطريقة عقلانية؛
- الاتّصال الشفهي والكتابي، وكذلك بالرسم والتصاميم. 
أحدث أقدم

نموذج الاتصال