العلاقة السببية التي تربط المسليات والهزليات بجنوح الأحداث.. ارتفاع المخالفات والجرائم المقترفة من طرف المراهقين



في مجلة هاربرز ماغازين، عدد شتمبر 1952، يمكننا قراءة:"أنيت لاسيسترار، فتاة في الثالثة عشر من عمرها، أنقذت صديقتها ذات 11 سنة، والتي سقطت في ترعة. وقد أنقذت حياتها بتطبيق التنفس الاصطناعي".
وطفل، أو تلميذ الرابعة ابتدائي،لم يتلق أبدا دروسا في الإسعافات الأولية. وقد أكدت الطفلة بأنها قامت بذلك: "كما في كتب الهزليات".
وحتى والت ديزني، تدخل ليدافع عن الهزليات والمسليات، حين قال:"هذا يظهر انه اتهام غريب وإدانة مشتركة، لأن هناك أقلية تنشر زبالة. إذن يجب إدانة كل الشرائط المرسومة !" (نيوزويك، 3ماي 1954).
أما بالنسبة لفيرثام، فإن العلاقة السببية التي تربط المسليات والهزليات بجنوح الأحداث لا شك فيها: "فالأطفال الذين يقرأون هذه المجلات، يدفعون من طرف الجنوح، وأولئك الذين لهم القدرة على ارتكاب المخالفات، هم هواة هذا النوع" وحتى يشعر الحكومة بالحاجة المطلقة لمراقبة ليست ولايتية (بالنسبة لكل ولاية)، ولكن فيديرالية، فإنه استند على مثال الدول الأوربية، من بينها انجلترا، وفرنسا، وكندا، والسويد، وهولندا، وإيطاليا، وبلجيكا، وألمانيا الغربية، كلها تؤمن بالديمقراطية، وحرية التعبير مثل أمريكا، ولكنها تراقب الهزليات والمسليات. الشيء الذي لم يمنع المنظمات، مثل (اتحاد الحريات المدنية) من الارتعاش أمام الكلمة الوحيدة: الرقابة، وتعارض بقوة هذه الأفكار.
وقد استمرت اللجنة البرلمانية تقصيها للحقائق، وبحثها حول المسليات والهزليات،عن السبب الممكن المؤدي إلى ارتفاع المخالفات والجرائم المقترفة من طرف المراهقين. فحوالي 15%من 75 مليون كتاب للمسليات والهزليات، تنشر شهريا، منها هذا البحث والتقصي. وفي نهاية أبريل1954ن عمدة نيو يورك: ر.ف.فاغنر، يتهم كتب الكوميكس بتقديم، وإشاعة، ونشر:"الرفاهية، والعنف، والفساد، وعدم احترام الأمن والقانون".
هذه التجريمات، أثارت 24 ناشرا، ودفعتهم إلى الاجتماع، وتكوين: جمعية مجلات الكوميكس الأمريكية. اقترحت قانونا أخلاقيا، صريحا، ومنفصلا، وقابلا للتنفيذ، ابتداء من 15 أكتوبر 1954. وقد كلفت هذه الجمعية: شارلز أ. مورفي ، بنشره والسهر على تنفيذه.


ليست هناك تعليقات