البنية الروائية بين باختين وغولدمان.. النقد السوسيولوجي النصّي الجدلي الذي ينتهي بتأويل النص الروائي



إذا كان غولدمان يُبقي على البنية، فهو إبقاء مرحلي ينتقل بعده إلى ربط البنية بالإيديولوجي.

أما باختين فيجعل الإيديولوجي حالاً في البنية الروائية، ولذلك فهو يُعفي نفسه من إعادة ربط البنية في دلالتها العامة بالبنية الثقافية والإيديولوجية.

ولهذا نجد أن مفهوم (الحوارية) الباختيني يكمل مرحلة الفهم عند غولدمان، ويضفي على البنيوية التكوينية طابعاً علمياً في التحليل.

وقد استفاد من هذه المزاوجة كل من بيير زيما في كتابه (الازدواجية الروائية) 1980 وميشيل زيرافا في كتابه (الرواية والمجتمع) 1976، حيث جمعا بين (الحوارية) الباختينية و(رؤية العالم) عند غولدمان.

وهو جمع يبلور اتجاهاً نقدياً لا ينحصر في نطاق البنيوية التكوينية ذات الطابع الجدلي، ولا يقتصر على الدراسة المحايثة التي تقترحها سوسيولوجيا النص عند باختين، وإنما هو اتجاه جديد يمكن تسميته بـ(النقد السوسيولوجي النصّي الجدلي) الذي ينتهي عادة بتأويل النص الروائي استناداً إلى معطيات الحقبة التي ينتمي إليها.