إشكالية تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الإنسانية.. المعرفة التاريخية معرفة غير مباشرة لا تعتمد على الملاحظة ولا على التجربة



إن العلوم الإنسانية هي مجموع الاختصاصات التي تهتم بدراسة مواقف الإنسان وأنماط سلوكه.
وبذلك فهي تهتم بالإنسان، من حيث هو كائن ثقافي، حيث يهتم علم النفس بالبعد الفردي في الإنسان ويهتم علم الاجتماع بالبعد الاجتماعي.
ويهتم التاريخ بالبعدين الفردي والاجتماعي معا لدى الإنسان.
فالتاريخ هو بحث في أحوال البشر الماضية في وقائعهم وأحداثهم وظواهر حياتهم وقال عنه ابن خلدون: "انه خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من الأحوال"...
وبناء على هذا فإن الحادثة التاريخية تتميز بكونها ماضية ومن ثمة فالمعرفة التاريخية معرفة غير مباشرة لا تعتمد على الملاحظة ولا على التجربة الأمر الذي يجعل المؤرخ ليس في إمكانه الانتهاء إلى وضع قوانين عامة والعلم لا يقوم إلا على قوانين كلية.
وعلى هذا الأساس فهل هذه الصعوبات تمنع التاريخ من أن يأخذ مكانه بين مختلف العلوم الأخرى؟
أو بمعنى آخر هل خصوصية الحادثة التاريخية تمثل عائقا أمام تطبيق الأساليب العلمية في دراستها؟
أي هل الاعتراض على القول بان التاريخ علم له ما يبرره؟


0 تعليقات:

إرسال تعليق