الاغتراب في ظاهرة الشعر الحديث.. موقف الذات الواعية من الكون ومن المجتمع ومن نفسها وتوليد طاقات تعبيرية لها أصالتها وقيمتها

يرى بعض الدارسين أن قضية الاغتراب في شعرنا الحديث ليست إلا نوعا من التأثر بأحزان الشاعر الأوروبي الحديث (شعر ت. س. إليوت).

إلا أن المجاطي ينظر إلى هذه القضية في شموليتها وكليتها.

ذلك أن الشاعر العربي الحديث إذا كان قد تأثر بهذه الرؤية الوافدة، فإنه قد استجاب لها لأن الواقع العربي يتوفر على مشيرات كافية تسمح له بذلك.

إن أبعاد قضية الاغتراب والحزن في شعرنا العربي الحديث تدور كلها حول موقف الذات الواعية من الكون ومن المجتمع ومن نفسها.

وهي في محاولتها التوازن تبحث عن كل وسيلة، تبحث عن الموت نفسه، كما تبحث عن الجنون، فإن عز منالها فإنها تبحث عن الحب، ولكن الحب نفسه يكون قد مات مع فقدان القدرة عليه، فلا يبقى إلا الضياع.

والحق أن نزعة الاغتراب والحزن في شعرنا الحديث قد أضافت إلى التجربة الشعرية بعامة آفاقا جديدة زادتها ثراءً وخصباً.
كما أنها ولدت طاقات تعبيرية لها أصالتها وقيمتها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال