سلبيات النمو السريع للمدن.. مؤشر جزئي على التطور في المجال الطبي في الدول النامية ووصول أكبر للرعاية الصحية في المناطق الحضرية بشكل خاص



سلبيات نمو المدن السريع:

نمت المدن بشكل رئيسي في القرن العشرين من خلال الهجرة من الأرياف إلى المدن.
أما اليوم، فتنمو المدن في الغالب من الداخل، أي أن عدد الأشخاص الذين يولدون في المراكز الحضرية يزيد عن عدد الوفيات فيها.

النمو الطبيعي ومعدلات الوفيات:

وعملية التمدين هذه - أو ما يسمها علماء السكان "النمو الطبيعي" - ما هي إلا مؤشر جزئي على التطور في المجال الطبي في الدول النامية ووصول أكبر للرعاية الصحية في المناطق الحضرية بشكل خاص.
ولكن حقيقة أن معدلات الوفيات أنخفض عموماً في المدن تخفي الأزمة الصحية التي تعاني منها الأحياء الفقيرة.
والأسوأ من ذلك، أن معظم المتأثرين بهذا الانفصام في الرعاية الصحية داخل المدن هم الأطفال.

سوء التغذية لدى الأطفال في افريقيا:

فقد وجدت دراسة نشرتها "المجلة الدولية للمساواة الصحية" عام 2006 أن الاختلاف في مجال سوء التغذية داخل المدن في 15 دولة إفريقية جنوب الصحراء الكبرى أكبر من الاختلاف الموجود فيها بين الريف والمدينة.
كما أشار تقرير أصدرته الأمم المتحدة عام 2006-2007 حول وضع مدن العالم إلى أن سوء التغذية لدى الأطفال في الأحياء الفقيرة والمناطق الريفية في أثيوبيا يصل إلى 47 بالمائة و49 بالمائة على التوالي، مقارنة بنسبة 27 بالمائة في المناطق الحضرية خارج الأحياء الفقيرة.

وفي النيجر، تصل نسبة سوء التغذية لدى الأطفال في الأحياء الفقيرة والمناطق الريفية إلى 50 و 52 بالمائة على التوالي في العامين المذكورين مقابل 35 بالمائة في المناطق الحضرية غير الفقيرة.
وفي الأحياء الفقيرة في الخرطوم، تصل نسبة انتشار الإسهال بين الأطفال إلى 40 بالمائة مقابل 29 بالمائة في المناطق الريفية.
وبذلك يخلص التقرير إلى القول أن "العيش في الأحياء الفقيرة المزدحمة وغير الصحية هو أكثر خطراً على الحياة من العيش في القرى الريفية الفقيرة".


ليست هناك تعليقات