التعبير الشفوي والكتابي.. غرس النسق اللغوي الفصيح قصد إنباته في القدرات اللغوية للمتعلم وتتبعه عبر نموه في المراحل الموالية



التعبير الشفوي والكتابي:

التعبير، وكما يدرس في المرحلة الأولى من التعليم الابتدائي نوعان:
1- تعبير شفوي وهو ما يعرف بالتعبير أو الإنشاء الشفوي.
2- تعبير كتابي وهو مجموع التمارين الكتابية اللغوية التي يقوم بها المتعلم في السنة الثانية والسنوات الموالية، والتي تسير بشكل مواز مع الدروس التعبيرية وما تقدمه نصوصها من آليات وميكانزمات يجب تركيز اهتمامه عليها حتى يقوم بمحاكاتها أثناء إنجازاته.

صور التعبير الشفوي:

وللتعبير الشفوي صور كثيرة نعرض لبعضها كالتالي:
- التعبير الشفوي كدرس قائم بذاته، يحاول المتعلم -من خلاله- نقل الأفكار والخواطر وما يحسه إلى عالم الألفاظ، عالم اللغة.
- التعبير الحر، عندما يطلب منه التعبير بعد عملية من عمليات التفكير أو على لغز من الألغاز.
- التعبير عن الصور والمشاهد والرسومات...
- التعبير الشفوي الذي يتخلل دروس القراءة و الكتابة.
- حديث المتعلمين الدائم و المسترسل عن نشاطاتهم سواء أكان ذلك داخل المدرسة أو خارجها... وفي سائر الموضوعات المقدمة.

التعبير الوظيفي:

وعلى الرغم من كون التعبير الكتابي الإنشائي ذي الطابع الإبداعي، لا زال غائبا عن الممارسة اللغوية للمتعلم، فإن التعبير الكتابي -ولو في صورته البسيطة- وكذا التعبير الشفوي، يدخلان معا في ما يمكن تسميته بالتعبير الوظيفي.

فنصوص التعبير، وخاصة في السنة الأولى أو الثانية، ترتبط بمجالات لها ارتباط وثيق بحياة الطفل ومحيطه، وقد رتبت هذه المجالات انطلاقا من الوسط القريب لكي تتوسع بالتدريج، كما اختيرت من هذه المجالات...مجالات أو موضوعات مدرسية في مستوى المتعلم نفسيا ووجدانيا و معرفيا و لغويا.

ومن ثم, تم التعامل مع النصوص التي تؤثث هذه المجالات انطلاقا من وظيفة اللغة، هذه الوظيفة التي تم الحرص من خلالها أن يكتسب المتعلم في كل الموضوعات رصيدا وظيفيا ينمي قدرته على التعبير والتواصل، وهذا ما يتجلى في اقتراح الحد الأدنى من الرصيد اللغوي الوظيفي المرتبط بكل موضوع من الموضوعات المسطرة.

الإغماس اللغوي:

وتتجلى هذه الوظيفة في التقاطع الحاصل بينها وبين موضوعات المجالات اللغوية، وما تتضمنه من بناءات أساسية لا مناص من أثارها وتوظيفها قصد تثبيتها وترسيخها في "الجهاز اللغوي" للمتعلم من الأساليب إلى التراكيب إلى الصيغ الصرفية و التحويلات مرورا بالمعجم إلى أن نصل إلى أدنى مستوى و هو المخارج الصوتية.

إن في تحقيق هذه الوظيفة في المدرسة والقسم هو تحقيق ما يسميه الباحثون اللغويون "بالإغماس اللغوي" وهوالذي يجعل الطفل يتقلب و يسبح منذ الصغر في تواصل يعتمد النسق اللغوي الفصيح في بنيته السطحية و العميقة.

والإغماس بهذا المعنى هو غرس النسق اللغوي الفصيح قصد إنباته في القدرات اللغوية للمتعلم وتتبعه عبر نموه في المراحل الموالية.