التنظيم.. تمزيق البنى البيروقراطية وتسريع حاجات المستهلكين في التقلب والتغيير وإرغام التجانس البيروقراطي على التنازل

طمعاً بالتلاؤم مع التغيرات التي تتتابع بسرعة كبيرة، تقومُ الشركات بالركض، معطية قصب السبق لمن يمزق بأسرع مايمكن، تلك البنى البيروقراطية التي خلفتها الموجة الثانية.

وكان لشركات العهد الصناعي، تنظيمات متشابهة، إذ كان لها جميعاً تنظيم هرمي، بيروقراطي، من نوع واحد.

أما في أيامنا فإن الأسواق والنقابات، وحاجات المستهلكين تسرع في التقلب والتغيير.

وتُخضع المصانع لضغوط متنوعة، يُصبح معها التجانس البيروقراطي مرغماً على التنازل، لحساب البحث عن صور تنظيم غير معهودة من قبل.

فكلمة "إعادة الهندسة، مثلاً، التي أصبحت أولى الكلمات قيمة في موضوع الإدارة، تحاول هذه إعادة تبنية(1) المصنع أو الشركة، حول سيرورات؛ أكثر منها حول أسواق واختصاصات مجزّأة.

وهكذا فإن البِنَى التي كانت مألوفةً وطبيعية، تمحّي لحساب تنظيمات أساسية matricie. ومجموعات مؤلفة من مشاريع ملائمة جداً للحاجات الانسانية (ol -hocratique) ،(2]) ومراكز ربح.

وفي الوقت نفسه تزداد تنوعاً، في تحالفاتها الاستراتيجية، وقيام شركات جمعية وكونسوريوهات، كثيراً ما تنسى الحدود الوطنية.

ولما كانت الأسواق لا تقف عن التغيير، فإن الوضع المركّز، أقل أهمية من مرونة هامش المناورة.

(1) تبنية، كلمة نعني بها تجديد البنية.
(‏2) هذه الكلمة من أصل لاتيني، وهي في البداية Ad hoe أي ملائمة، ومناسبة أو على القدّ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال