تجزئة الإنتاج.. تغيير صورة الإنتاج بأسعار رخيصة عن طريق العدول عن الإنتاج الكثيف إلى الإنتاج الخفيف

إن الإنتاج الكثيف الذي يُعرَّف به اقتصاد الموجة الثانية يعتبر أكثر فأكثر، شيئاً فات أوانه، على حين أن الشركات تزود نفسها بأنظمة تصنيع، غنية الإعلام، بل وكثيراً ماتكون قد روبطت Reboti Sez (أي كُلَف بها، وبتشغيلها إنسان الروبو Robot) لكي تكون قادرة على تغيير صورة إنتاجها، بأسعار رخيصة، وقد تكون أحياناً مهيأة لكل طلبٍ ذي نوعية خاصة به، والنتيجة الثورية لهذا النموّ هي، في الواقع، "العدول عن الإنتاج الكثيف إلى الإنتاج الخفيف.

ويُشجع التطوُّر باتجاه "التقنيات المرنة القادرة على التنويع وعلى تلبية اختيارات المستهلك، إلى الدرجة التي نرى معها أن متجر wal- Mart، يمكنه اليوم أن يقدِّم للمشتري مايقرب من 110.000 منتجٍ من نماذج وحجوم وأشكال وألوان مختلفة.

ولكن وول- مارت يُسِّوق بالجملة. غير أن سوق الجملة نفسه، يتجزأ ليكوِّن أعشاشاً متمايزة، في الحين الذي تتنوّع فيه حاجات الزبائن ويرقى الإعلام بحيث يكون في وسع المصانع أن تنشئ أسواقاً صغيرة لتلبية الحاجات المتجددة.

فالمتاجر والحوانيت، والمساحات السطحية الكبرى المرخص بها، ونظام الطلب هاتفياً أو برقياً أو فاكسياً، والشراء عن طريق هاتف صغير، أو عن طريق الرسائل، بغية توزيع البضائع على الزبائن، في سوق يزداد تنويعها، ويُعدلُ فيها عن البضائع الموحدة التابعة للإنتاج الكثيف.

وفي الوقت نفسه تُركَّز على الدعاية، مقاطع من السوق أصغر فأصغر، يُحصل عليها بوسائل إعلامية تزداد صغراً.. وما أزمة السلاسل التلفزيونية الكبرى، القديمة مثل A.B.C و CBC  وNBC - على حين أن شركة Tele commiu- nication أي شركة Denver، تقدِّم للمشاهدين مايقرب من 500 محطة تلفزيونية تتبادل العمل- إلا تأكيد على زوال غير متوقع لما يُسمَّى "بالجمهورالعام" ويستطيع الباعة، بفضل هذه الأنظمة أن يصيبوا المشترين، بدقة تتزايد من يوم إلى يوم.

وهكذا فإن تخفيف الإنتاج المتواقت على مستوى الطلب، أو مستوى التوزيع، والتواصل، يثوّر الاقتصاد، بجعله يمر من تشابه مؤكد إلى اختلاف كبير.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال