المصنع والرمز إلى مجموعة مبادئ مثل الإنتاج طبقاً لنموذج واحد، والمركزية والبيروقراطية والتفوق

أصبح المصنع ذلك الرمز الأساسي للحضارة الصناعية.
ولقد أصبح هذا -في الواقع- نموذجاً يحتذى لأكثر مؤسسات الموجة الثانية.

ويبقى بعد ذلك أن المصنع الذي عرفناه تغيب صورته في الماضي تدريجياً وتجسد المصانع مجموعة مبادئ مثل الإنتاج طبقاً لنموذج واحد، والمركزية والبيروقراطية والتفوق maximlisation.

أما إنتاج الموجة الثالثة فإنه إنتاج بعدَ -مصنعي Kast- usiniere يقوم على مبادئ جديدة.
وهو يصنِّع في منشآت قليلة الشبه بالمصانع.

والحقيقة أنه يتم أكثر فأكثر في البيوت أو في المكتب، وحتى في السيارة أو الطائرة.

وأيسرُ وسيلة وأسرعها لملاحظة مقترح ما وللموجة الثانية، سواء أكان ذلك في الكونغريس، أم في شركةٍ ما، هي أن نرى، عمداً أو على غير عمد، ما إذا كان المقترح المشار إليه مستلهماً أم غير مستلهم من النموذج المصنعي؟

وفي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تعملُ المدارسُ كما تعمل المصانع، مخضعة المادة الأولية (أي الأطفال) لتعليم مُنهج متماثل، ولتفتيش روتيني.

فإذا كنا أمام اقتراح يهدف إلى تجديد النظام التربوي، وجدنا أمامنا سؤالاً بسيطاً يطرح نفسه:

تُرى هل هذا الاقتراح معد لجعل المعمل، أكثر نجعاً، أو أنه تصوّر على ما ينبغي له، لكي يتخلص من النظام المصنعي، والتعويض عنه بتعليم مُفرّد individualise، على القياس؟

وفي وسعنا أن نطرح على أنفسنا، السؤال ذاته، فيما يتصل بكل تشريع، أو بالصحة، أو بالتأمين الاجتماعي، أو حولَ اقتراح بإعادة النظر في البيروقراطية الفيدرالية.
وأمريكا بحاجة إلى مؤسسات جديدة، تبنى على نماذج ما بعد البيروقراطية،، وبعد المصنعية.

أما إذا كانت المقترحات تحاول تحسين عمليات النسق المصنعي وحده أو إنشاء مصنع جديد. عندئذ يمكنها أن تكون ما تريد ولكن من المؤكد أنها ليست من الموجة الثالثة في شيء.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال