إن تنوّع المجتمع وتعقيده، في عهد الموجة الثالثة، يوقع الاضطراب في المنظمات الشديدة التركيز، وكان التركيز (أو المركزة) في قمة السلطة، وسيلة كلاسيكية لجماعة الموجة الثانية، لحل المشكلات، أو محاولة ذلك.
ولئن كانت المركزية ضرورية أحياناً، فإن الإفراط في مركزية المصارف يعني أن تضع بيضاً أكثر مما يجب في السلة نفسها، في اتخاذ القرار- ومن هنا يكبر العبء ويتثاقل.
أما في أيامنا هذه، في واشنطن فإننا نجد الكونغرس والبيت الأبيض، يتخذان عدداً كبيراً من القرارات في كل المواضيع، وفي مجالات معقدة متجددة باستمرار لا معرفة لهما بها إلا في الحد الأدنى.
وبالمقابل فإن مؤسسات الموجة الثالثة، تضع المزيد من القرارات الممكنة في أيدي الناس (أو تجعل القرارات تنتقل من القمة إلى القاعدة).
وهكذا فإن الشركات تسرع في ترك المزيد من السلطات، لأيدي المستخدمين، لا عن غيرية، ولكن لأن رجال القاعدة، كثيراً ما يكونون أكثر علماً، وخبرة، وفي وسعهم أن يردوا على الأزمات والظروف الطارئة، بسرعة أكبر من التي يستطيعها رجال السلطة.
أما وضع البيض في مجموعة سلال، لا في واحدة منها، فإنه ليس بالأمر الحديث، ولكنه فكرة لا يحبُها أنصار الموجة الثانية.
التسميات
موجة ثالثة