الحديث عن أطماع روسيا للوصول إلى المياه الدافئة في الخليج العربي كثير، يضاف إلى ذلك أن روسيا لا تستطيع أن تتجاهل هذه المنطقة الحيوية من العالم حيث تتصارع قوى كثيرة للسيطرة عليها وبالتالي التحكم بالاقتصاد العالمي.
محددات الرؤية الروسية:
أ- أجواء عدم الثقة بالسياسة الروسية منذ مطلع القرن العشرين وقناعة روسيا الحالية، وقبلها الاتحاد السوفياتي، إن عوامل كثيرة تجعل دول الخليج تخشى من التأثير الروسي عليها.
ب- إدراك روسيا أنها لا تستطيع أن تغير الواقع الحالي القائم على هيمنة الولايات المتحدة واحتكارها آلية صنع القرار الدولي بصدد أمن الخليج، وأنها استخدمت مجلس الأمن كأداة لخدمة هذا الغرض.
ج- حرص روسيا الحالية والاتحاد السوفياتي السابق على مصالحه الحيوية خصوصاً على ضوء قرب الخليج العربي من الأراضي الروسية.
د- الدور الذي لعبته الولايات المتحدة وحليفاتها في الترويج لما يعرف بالخطر السوفياتي.
وانسجاماً مع هذه الحوادث وضع الاتحاد السوفياتي السابق مفهومه الخاص لأمن الخليج، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي كارتر مفهومه الخاص الذي عرف بمبدأ كارتر. وفي 10/12/1980 أعلنت موسكو ما يعرف باسم مبدأ بريجينف الذي ألقاه بريجنيف في كلمة أمام البرلمان الهندي. وفيما يلي بنوده:
1- عدم إقامة قواعد عسكرية أجنبية في منطقة الخليج العربي وعلى الجزر المتاخمة له وعدم وضع أسلحة نووية أو أسلحة تدمير شامل في هذه المنطقة.
2- عدم استخدام أو التهديد باستخدام القوة ضد بلدان الخليج وعدم التدخل في شؤونها.
3- احترام وضع عدم الانحياز الذي اختارته دول الخليج وعدم جرها إلى التكتلات العسكرية.
4- ضمان استخدام الممرات البحرية بين دول الخليج وباقي أنحاء العالم وعدم خلق أية عقبات أو أخطار أمام التبادل التجاري.
ويمكن القول إن مبدأ غورباتشيف الذي أعلن في نيسان 1986 يقر بالمصالح الأمريكية في الخليج العربي ويطالب بالاعتراف بالمصالح السوفياتية هناك من جهة ويسعى لتقليص التواجد الغربي في المناطق المتاخمة لحدوده.
التسميات
موجة ثالثة