التسارع.. إن كل دقيقة تمرُّ تزيد قيمتُها عن الدقيقة التي سبقتها. الأعمال التجارية تصبح قريبة أكثر فأكثر من الزمن الحقيقي

لا تزيد كل هذه التغيرات شيئاً، غير تسريع نسق العمليات والمبادلات التجارية. ويُعوِّض الزمن المكسوب عن الاقتصاديات التي تأخذ بمبدأ الإنتاج الكثيف.

ولقد بلغت المزاحمة درجة من العنف، كما بلغت السرعات الضرورية درجة من الارتفاع، صرنا معها نتذكر المبدأ القديم (المثل القديم) القائل: الوقت من ذهب.. ولكن هذا المثل يطرأ عليه التحديث من يوم إلى يوم، لحساب من يقول اليوم: "إن كل دقيقة تمرُّ تزيد قيمتُها عن الدقيقة التي سبقتها...".

وكما تشهد الوقائع، فإن تسليم البضائع المطلوبة في "وقت معين" كثر أو تكاثر إلى حد كبير.
وكذلك زادت الضغوط التي تمارَس، للتقليل من الوقت اللازم لاتخاذ القرار، حتى لقد أصبح الزمن عاملاً متغيراً حرجاً Critique.

وبدلاً من الهندسة ENGINEERING/  البطيئة، المتتالية، والمتنامية، تنشأ تقنية التنظيم Organisation، المتواقت، وهكذا تدخل الشركات في صورة جديدة من التزاحم يسهل معها القول: إننا نتسابق مع الساعة".

وقام Du Wayme Peterson، المسؤول الكبير في شركة Merril - lynch  بشرح مايقع، بقوله: (إن المال يسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء، فعلى الإعلام أن يمضي بسرعة أكبر).

وعلى ذلك فإن الأعمال التجارية تصبح قريبة أكثر فأكثر من الزمن الحقيقي، بحكم التسارع، عندما نكون في عهود الموجة الثالثة.

 فإذا نظرنا إلى هذه السمات العشر، في مجموعها، والمختارة بين سمات كثيرة أخرى، وجدنا أنها تكشف عن تغيرات عظيمة في طريقة إنشاء الثروات.

وعلى الرغم من أن الموجة الثالثة لم تكتمل، فإن تبني الولايات المتحدة واليابان وأوروبا الغربية نظامها الجديد، يُمثِّل من بعيد، ذلك التغيرُ الأعظم والأكبر أهمية، الذي عرفه الاقتصاد العالمي، منذ قامت المعامل المتفرقة المتناثرة، بتدشين الثورة الصناعية.

ولكن هذا التحول التاريخي، الذي تسارع منذ النصف الأول للسبعينات، يبدو، وكأنه تقدّم تقدماً كبير في التسعينات، لكن الفكر الاقتصادي مع الأسف، مايزال متأخراً جداً في أمريكا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال