توقعات لمستقبل التعليم في دول الخليج 2008- 2025.. إعمال العقل الذي هو أداة في البحث والتحليل من أجل الوصول إلى حل المشكلات التي تواجه المجتمع



إن توقعات مستقبل التعليم في دول الخليج العربي في عام 2025 تتمثل في النقاط التالية:

- انقسام منهجي للتعليم أفرز مجتمعين متعلمين، هما مجتمع التعليم التقليدي، ومجتمع التعليم الحديث والذي سيكون كثير منه قادما من الشرق، أستراليا والهند، بعد أن كان الجيل الأول يعتمد على التعليم الغربي.

- التركيز على التعليم التخصصي والتقني في المقام الأول.

- أصبحت عملية التلقين أو الحفظ أداة أو وسيلة قديمة في فلسفة المناهج التعليمية، والاتجاه أصبح نحو تشجيع الابتكار والإبداع وإعمال العقل التي هي أداة في البحث والتحليل من أجل الوصول إلى حل المشكلات التي تواجه المجتمع.

- المعروف للجميع أن العالم استفاد كثيراً من التقنيات الحديثة في مجال التعليم مثل: الحاسب الآلي، وشبكة الإنترنت والتعليم الالكتروني، والتعليم عن بعد، ومن تطورات التقنية الحديثة في هذا المجال "التعليم التفاعلي" وما يعرف "بالكتاب الإلكتروني" الذي سيغني الطلاب عن "كومة الكتب" الورقية الكبيرة التي تثقل كاهلهم، وتشغل مساحات كبيرة من المستودعات أو المخازن، وتكلف في الطباعة أموالا طائلة، من ميزانيات دول الخليج، وهو ما يوفره حالياً جهاز كمبيوتر قادر على استيعاب عدد هائل من الكتب والموسوعات، بواسطة أسطوانات الـ CD  أو ما يعرف بـ "الفلاش ميموري" Flash Memory، كما أن التقنيات الجديدة استغنت عن "الفصول التقليدية" السابقة ليعود التعليم الذاتي يأخذ طريقه إلى الانتشار.

- قاد ذلك إلى ظهور نظام حديث في التعليم، وهو التعليم عن بُعد.. والذي يتم بواسطة أجهزة الكمبيوتر وربطها بالإنترنت، حيث تعطي بعض المدارس شهادات معتمدة من قبل المؤسسات التعليمية التي اعتمدت هذا النوع من التعليم، وهو ما يعد من نتائج التقنية الحديثة ومردودها الإيجابي على التعليم، وسيزداد الإقبال على تعلم اللغة الإنجليزية في المؤسسات التعليمية في الخليج باعتبار أن اللغة الإنجليزية لغة العلم في العصر الحديث، وأنها اللغة المشتركة بين أغلب الشعوب، وهي أكثر اللغات انتشاراً، وكثير من العلوم والآداب تنقل باللغة الإنجليزية، فتعلمها يُعد أمراً ضرورياً جداً من خلال اتباع أساليب حديثة في تعلمها، والاستفادة من التقنيات والأجهزة الحديثة لتحقيق ذلك، وتسهيل الطرق والأساليب في دراستها، وتجهيز أحدث معامل اللغة بالأجهزة المتطورة، وجعلها مادة محببة تدرس من السنة الرابعة الابتدائية، إلى جانب تنويع مواد التدريس مثل القراءة والكتابة والاستماع والقواعد.. إلى آخره، بل إن لغة "الأنجلوجلف" قد أخذت بالاتساع وهي إنجليزية خليجية، وبدأت لغة "المندرين" تستقطب عشاقا جددا بعد أن تطورت صناعة الصين وخدماتها لتصل إلى مصاف العالمية.

- الحاسب الآلي وتقنياته (الكمبيوتر): التعليم السابق يعتمد على عنصر واحد في الشرح مستخدماً السبورة والطباشير في التدريس وبعض التقنيات الأولية، وبفضل تقنيات الحاسب الآلي وثورة الاتصالات استجدت وسائل أخرى للتعليم، فقد أصبح مصطلح "تقنيات المعلومات" متداولا في الهيئات والمؤسسات التعليمية والمدارس، وفروع الجامعات الدولية.

ويتميز الكمبيوتر الجديد بتعدد تطبيقاته واستعمالاته، ومن ثم أصبح ركنا لا غنى عنه في التعليم، كما أن التطور السريع في أجهزة وبرامج الحاسب الآلي ورخص ثمنها جعل من الواجب اعتبار تعليمه مادة أساسية تدرس في السنوات الأولى من دراسة الطالب، أي بدءا من السنة الثالثة في المرحلة الابتدائية، وذلك بتوفير أحدث الأجهزة والمعلمين المؤهلين.

- هناك مؤسسات تعليمية محلية وإقليمية ودولية سيزداد التعاون معها، وتبادل الخبرات من خلال المؤتمرات والندوات والاجتماعات، والاستعانة بالمتخصصين في هذه المؤسسات التعليمية في الجامعات والكليات والمعاهد ومؤسسات القطاع الخاص التعليمية، فالجامعات السعودية الوطنية والدولية تكاثرت، وأصبح بعضها، خاصة ذات التعليم المشترك، على مستوى عال من التعليم، ولذا يزداد حجم تبادل الخبرة والمعرفة، وتتنقل التخصصات المطلوبة بين الجامعات، وتوضع الخطط الإستراتيجية والدراسات وتأليف المناهج لتطوير عملية التربية والتعليم بين تلك المؤسسات الإقليمية وجامعات دول مجلس التعاون.

وهناك مراكز البحوث والتعليم الوطنية، مثل مؤسسة الملك عبدالعزيز للتقدم العلمي، ومراكز العلوم والتكنولوجيا.
أيضاً يتم الاستعانة بها في القيام بالدراسات والأبحاث المتخصصة في تطوير المناهج، بهدف رفع كفاءة مستوى التعليم.

وينتقل المعلم بيسر من جهة علمية إلى أخرى دون تعقيد إداري، بل ينتدب للعمل في قطاع الصناعة والخدمات لفترة، ثم يعود إلى التعليم من جديد.
كما أن "المتخرج" من الطلاب لا يكتمل تخرجه إلا بعد أن يقضي فترة زمنية في التدريب العملي المباشر.