يرتبط التوجّه القوميّ في فهم دور الأدب المقارن ورسالته ارتباطاً وثيقاً بفهم الدكتور هلال لماهيّة هذا العلم، أي ماهو الأدب المقارن، وما هي مجالات بحوثه وميادينه.
فهو يعرّف الأدب المقارن قائلاً إنه "دراسة الأدب القوميّ في علاقاته التاريخية بغيره من الآداب الخارجية عن نطاق اللغة القومية التي كُتب بها".
وانطلاقاً من هذا التعريف فإنّ محور البحوث المقارنة ينبغي أن يكون "الأدب القوميّ في صلته بالآداب العالمية، وامتداده بالتأثير فيها وإغنائها أو التأثر بها والغنى بسببها".
وهذا يعني أنّ الدكتور هلال ينطلق من الأدب القوميّ إلى "الآداب العالمية"، ليعود في نهاية الجولة المقارنية إلى نقطة الانطلاق، أيّ إلى الأدب القوميّ، من أجل أن يجلو نواحي الأصالة فيه.
وبالمناسبة فإنّ الدكتور هلال يستخدم تعبير "الآداب العالمية" بمعنى "الآداب الأجنبية"، وهو استخدام غير سليم لهذا التعبير، وذلك لأنّ هناك أدباً عالمياً واحداً، يتكوّن من جملة الآداب القومية.
وعلى أيّة حال إذا أردنا أن نعبّر عن مفهوم الدكتور هلال للأدب المقارن بكلمات أخرى نقول: إنه العلم الذي يدرس تأثر الأدب القوميّ بالآداب الأجنبية وتأثيره فيها.
وانطلاقاً من فهمه المتمركز حول الأدب القومي يحدد الدكتور هلال ما يدخل في ميدان الأدب المقارن وما لا يدخل فيه.
ففيه تدخل "مواطن التلاقي بين الآداب في لغاتها المختلفة، وصلاتها الكثيرة المعقّدة، في حاضرها أو في ماضيها، وما لهذه الصلات التاريخية من تأثير أو تأثر، أيّاً كانت مظاهر التأثير والتأثر".
وبعبارة أخرى فإنّ ميدان الأدب المقارن، في رأي الدكتور هلال، هو "الصلات الدولية بين مختلف الآداب"، فنيّة كانت هذه الصلات، كانتقال الأجناس الأدبية، أم مضمونيّة، كانتقال الموضوعات الأدبية والتيارات الفكرية.
التسميات
أدب مقارن