كيف يصبح التلميذ أستاذا والأستاذ تلميذا؟.. الغرض الاسمى للتربية هو الاخلاق ودور التربية يكمن في الحاجة الى بذر روح الانضباط الذاتى فى الاطفال و اهمية اثارة التفكير لديهم



يرى جون لوك فى كتابه ”بعض الآراء حول التربية” 1964 أن الغرض الأسمى للتربية هو الأخلاق ودور التربية يكمن فى الحاجة الى بذر روح الانضباط الذاتى فى الأطفال وأهمية اثارة التفكير لديهم...

وإن التربية هى التى تجعل الانسان طيبا أو شريرا عالما مبدعا او منحرفا مجرما ولعل افضل ما يقدمه الاب لابنه هو الفضيلة والحكمة والتربية والعلم وأن الاصل فى التربية هو أن يترسخ لدى الاطفال محبة الله وأنه خالق كل شىء وأنه يرانا ويسمعنا و انه يفعل الخير لمن يحبه و يطيعه و ان من واجبنا الصلاة صباحا و  مساءا وأن مصدر الظلم هو الافراط فى حب الذات والتنكر لفضل الخالق علينا...

ومن الحكمة اجتناب المكر و الكذب والخداع وأن لا نفكر بالسوء فى انفسنا او فى الآخرين وأن نحسن النية فى الآخرين و لا نحتقرهم و من المهم الاقبال على اكتساب المعارف و لكن الاهم هو ان تترسخ فى النفس القيم الاخلاقية لانه لاقيمة للعلم بلا أخلاق...

اما جان جاك روسو 1712- 1778 م فيرى فى كتابه “اميل او التربية ” ضرورة التعامل مع الطفل كانسان له علينا حقوق فلا يجب الافراط فى حمايتهم او معاقبتهم لان الافراط فى الحماية يعرضهم الى العجز عن حماية انفسهم واما الافراط فى العقاب فسيولد لديهم الكره و النقمة...

و من الخطا الفادح ان تعود الطفل على اخذ كل ما يريده لان رغباته لا تنتهى بل تزيد و تتضاعف و عندما يعجز الاب عن تلبية هذه الرغبة يولد لدى الطفل شعورا بالالم و الحرمان و يطلب العصا ليضرب بها...

فلا يجب ان  ينال الطفل ما يطلب بل ان ينال ما يحتاجه فلا تمنع الطفل من فعل شىء لا يجب ان يفعله بل يجب منعه من ذلك دون حاجة الى ايضاح الاسباب و لا تحمل الطفل على طلب العفو لانه لا يعرف ان سلوكه خاطىء و ليس من المفيد ان تعلمه انه اخطا بل ان نتركه يصلح خطاه بمفرده...

وان لا نجبره على تعلم العلوم بل ان ان نحببه فيها و نعلمه المناهج ليتعلم بها ومن الافضل ان يكون الاستاذ تلميذا يجرب كل شىء امام تلميذه ليصبح التلميذ استاذا قادرا على القيام بالتجارب و التحكم فى المعارف بمفرده...

والتعلم بالعمل افضل الف مرة من الايضاح والتفسير...
ومن عوامل سرور الاطفال ان يدركوا المنفعة و الفائدة مما صنعوه بانفسهم و توصلوا اليه من نتائج بمفردهم...