التربية تعلم العمل باخلاص والمثابرة من اجل الآخرين.. الاتزان فى السلوك والتحكم فى الانفعالات والحرص على التوصل الى نتائج وحلول للمشاكل المقترحة

يرى الدكتور محمد الفاضل الجمالى فى كتابه “تربية الانسان الجديد” أن الانسان خلقه الله تعالى متكامل الشخصية واعطاه العقل و الروح والجسد و الهمه الارادة الحرة لذلك من واجب المربى فى البيت او المدرسة ان يخاطب الفرد بصفته كائنا حرا وواعيا وان يعمل المربى على مراعاة التلازم بين الجسم و الفكر والعاطفة لبناء الانسان المتوازن اخلاقيا و اجتماعيا ليقبل على العمل بكل دافعية و ايمان بان العمل قيمة اجتماعية تضمن التواصل مع المحيط.

و يكتسب الطفل اثناء ممارسة الاعمال فى القسم الاتزان فى السلوك و التحكم فى الانفعالات و الحرص على التوصل الى نتائج و حلول للمشاكل المقترحة اى البحث عن الحقيقة و التحلى بالتفكير العلمى للتخلص من الجهل فيساهم فى تنمية قدراته و مواهبه و يدرك ان التطور انما يعتمد على العمل و المثابرة و ان تقدم الشعوب رهين بتقدم افراده و ان الكون لم يوجد عبثا بل اوجده الله ليختبرنا اينا احسن عملا و ان الارض يرثها الاصلح من غيره و الاكثر نفعا للانسانية.

و الايمان بان الله هو خالق الكون يدفع المتعلم الى العمل اكثر لينفع اخاه الانسان لان هناك ربا سيكافؤه على ذلك فيندفع الطفل لحب العمل انطلاقا من ايمانه بان له الاها يحاسبه على اعماله فلا يطمع فى نيل الجزاء او الشكر من أي كان... فيتحلى بالقيم الفاضلة كالصدق فى القول و الاخلاص فى العمل والتحلى بالقيم الاخلاقية الحسنة وعدم التكشف على عورات النساء او الكذب او التحايل او الاعتداء على الغيرلان ذلك محرم عند الله عز وجل فلا نتعمد الوقوع فى المعصية ثم نطلب المغفرة لان الله لا يتقبل التوبة الا من التائب توبة نصوحا التى لا عودة بعدها... فلم يقبل الله توبة الفرعون اثناء غرقه لانه لم يكن صادقا ولو كان صادقا فعلا لتاب قبل غرقه عندما كان واعيا وليس بعد ان ادرك انه سيموت لا محالة.

و انطلاقا من الايمان الراسخ لدى الفرد بان لكل عمل جيد جزاء حسن فانه يتحلى بالمسؤولية فى القيام به و يتصف بالمثابرة و التعاون مع الغير لنشر قيم الخير فى محيطه فيكافؤه الله على ذلك احسن جزاء لان مكافاة المعلم لا تتجاوز حدود القسم فيشكره او يسند له اعدادا جيدة... ولكن المطلوب هو ان يتواصل اقباله على حب العمل والاجتهاد خارج القسم ليفيد مجتمعه وأن يتحدى الصعاب والعراقيل من اجل ذلك...

ولا يتم هذا الحرص الا بالايمان القوى بان الله يراقب كل اعمالنا كبيرها و صغيرها فلا نحتقر من المعروف شيئا ولو ان  تتصدق بنصف تمرة الى انسان محتاج فقد تكون سببا لدخول الجنة لان الله تعالى يكافؤنا على نيتنا فانما الاعمال بالنيات... فلتكن كل اعمالنا ابتغاء مرضاة الله تعالى و لنكن مخلصين فى القيام بالاعمال الصالحة و  النافعة للمجتمع باكمله.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال