سميح القاسم.. المتمسك بأرضه في مواكب الشمس، وأغاني الدروب، وسقوط الأقنعة، ودخان البراكين، والموت والياسمين



أبحر مع قصائده وأشعاره، غير راغب في أن يكون لهذه الأشعار والقصائد أي مرسى، متجاوزاً كل الحدود والمسافات. وصدرت له مجموعات كثيرة منها: "قرابين"،و "شخص غير مرغوب فيه"، و"لا أستأذن أحدا"،و "سبحة للسجلات"، و"مواكب الشمس"،و "أغاني الدروب"، و"مي على كفي"،و "دخان البراكين"،و "سقوط الأقنعة"،و "طائر الرعد"، و"الموت والياسمين". إنه الشاعر الفلسطيني المعاصر سميح القاسم. ولد لعائلة فلسطينية درزية عام 1939، وتعلم في مدارس الرامة والناصرة. علّم في إحدى المدارس قبل أن ينصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي ثم ترك الحزب وتفرغ لعمله الأدبي. كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات، منها إلى الجحيم أيها الليلك، والصورة الأخيرة في الألبوم.
وقد أسهم في تحرير عدد من الصحف والمجلات قبل أن يترأس تحرير مجلة "هذا العالم". أسس منشورات "عربسك" في حيفا مع الكاتب عصام خوري عام 1973، وفيما بعد أدار "المؤسسة الشعبية للفنون" في حيفا. وهو اليوم رئيس تحرير صحيفة "كل العرب" الصادرة في الناصرة، ورئيس تحرير الفصلية الثقافية "إضاءات". صدرت أعماله في سبعة مجلدات عن ثلاثة دور نشر في القدس وبيروت والقاهرة. وترجم عددا كبيرا من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والألمانية والأسبانية واليونانية والإيطالية ولغات أخرى. حصل على الكثير من الجوائز عن شعره منها "غار الشعر" من أسبانيا، وجائزة البابطين للإبداع الشعري سميح القاسم، ابن فلسطين الذي حمل همومها وآلامها وقضيتها هو من أولئك الشعراء الذين قاوموا كل محاولات التغريب الفكري والروحي ومحاولات محو الذاكرة العربية الفلسطينية . عرف بمقاومته الدائمة للاحتلال الإسرائيلي، وقد اعتقل مرات عدة وفرضت عليه الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية. رفض أن يغادر أرض وطنه فلسطين وأعلن مرات عدة أنه لو خير بين أن يدمغ على جبينه بنجمة داود، وبين البقاء في الوطن فإنه سيختار أن يبقى في وطنه مدموغاً لأن الفيزياء السياسية والتاريخية لا تقبل الفراغ أيضاً ولأن رحيله يعني استقدام قادم جديد من روسيا أومن أثيوبيا أومن أي مكان آخر.