لقد اقترن الميتامسرح العربي بالخطاب التأصيلي بشكل جعل النص المسرحي يستقطب قضايا الإبداع الدرامي مشحونة بأسئلة الواقع.
إلا أن هذا الاستقطاب لم يتخذ صيغة موحدة أو متجانسة.
ذلك أن تجربة المسرحيين العرب تحكمت - بخلفياتها الفكرية والجمالية المختلفة - في الصيغة التي اتخذها الميتامسرح في أعمالهم.
لهذا، يمكننا - انسجاما مع المنطلقات الشعرية التي رسمناها في البداية - أن نميز بين ثلاثة سياقات أساسية للميتامسرح التأصيلي هي:
1- سياق سيرذاتي:
تمثله مسرحية "موليير مصر وما يقاسيه" ليعقوب صنوع.
2- سياق تاريخي - وثائقي:
تجسده مسرحية "فجر المسرح المصري" لنعمان عاشور.
3- سياق تاريخي - جمالي:
تعكسه مسرحية "سهرة مع أبي خليل القباني" لسعد الله ونوس.
تقدم لنا هذه النماذج الثلاثة صورة واضحة عن البنيات النصية والنوعية للميتامسرح التأصيلي، كما تساعدنا على كشف الوظائف التي اضطلع بها في علاقته بالنص المسرحي العربي.
أما تنوع تجاربها من حيث المنطلقات الفكرية والجمالية فإنه سيجعلنا نقف على امتدادات الواقع داخل الميتامسرح، لاسيما وأننا، من جهة، أما تجربة تأملية ذاتية بالنسبة ليعقوب صنوع.
كما أننا، من جهة أخرى، إزاء قراءتين إبداعيتين لتجربة الرواد في المسرح العربي:
- إحداهما تتخذ شعرية التوثيق إطارا للتأريخ لتجربة مارون النقاش أنجزها نعمان عاشور.
- والثانية تستقطب مبادئ جمالية ملحمية قصد التأريخ لتجربة أبي خليل القباني وقام بها سعد الله ونوس.
0 تعليقات:
إرسال تعليق