البنيوية الشكلية وتحليل النص اعتمادا على البنيوية التكوينية التوليدية والبنيوية الجذرية النفسية والبنيوية السيميائية



عندما اقتصرت البنيوية الشكلية على تحليل النص وحده، دون الرجوع إلى مراجعه النفسية لدى مبدعه، أو ظروفه الاجتماعية، وجدت نفسها أمام الباب المسدود، بسبب هذه الانغلاقية.

فحاولت البحث عن مسارب جديدة تخلّصها من مأزقها هذا، فوجدت في البنيوية التكوينية (أو التوليدية) بغيتها.

كما وجدت في البنيوية الجذرية (أو النفسية) مسرباً ثانياً، وفي البنيوية السيميائية مسرباً ثالثاً، على الرغم من أن كل مسرب من هذه الثلاثة أصبح اتجاهاً نقدياً مستقلاً بنفسه، فيما بعد.

لقد أتاح علم الاجتماع البنيوي التكويني للثقافة الفرصة لظهور مجموعة من الأعمال المتميزة بعدد من الصفات على رأسها أن أصحابها، وهم يسعون إلى إقامة منهج إجرائي لأجل الدراسة الوصفية للوقائع البشرية وخاصة منها الإبداع الثقافي، وجدوا أنفسهم مرغمين على اللجوء إلى تأمل فلسفي يمكن نعته بالجدلية.

وإن أولى الإثباتات العامة التي يستند إليها الفكر البنيوي هي القائلة بأن كل تفكير في العلوم الإنسانية إنما يتمّ من داخل المجتمع لا من خارجه، وبأنه جزء من الحياة الفكرية لهذا المجتمع، وبذلك فهو جزء من الحياة الاجتماعية.

وعلى الرغم من أن غولدمان هو الذي أرسى أسس هذا المنهج (البنيوي التكويني)، فإن نقاداً وباحثين آخرين تابعوا التنظير لهذا المنهج، من أمثال لينهارت، وجاك دبوا، وجاك دوفينو، وباسكادي، وموييو، وهندلس...