التوزيع الوظيفي للأدوار والشخصيات في الحكايات الشعبية.. ابتعاد علم الجمال البنيوي عن التقاليد الفلسفية المثالية



طبّق غريماس النموذج الدلالي على الفلسفة، حيث وضع الترسيمة التالية:

في الفلسفة المثالية

في الإيديولوجيا الماركسية

الفاعل

هو الفيلسوف

هو الإنسان

الموضوع

هو العالم

هو مجتمع بلا طبقات

المرسِل

هو الله

هو التاريخ

المرسَل إليه

هو الإنسانية

هو الإنسانية

المساعد

هو الروح

هو الطبقة العاملة

العائق

هو المادة

هو الطبقة البرجوازية

وهذا (النموذج) يذكرنا بنظرية (بروب) في التوزيع الوظيفي للأدوار والشخصيات في الحكايات الشعبية، بل لعله من ذرية بروب أيضاً كتاب الناقد الفرنسي (ايتين سوريو): (مائتا ألف موقف مسرحي) الذي أحصى فيه الوظائف التي تقوم بها شخصيات المسرحيات فوجدها في ست وظائف هي:
1- وظيفة الأسد، وتمثل القوة الموضوعية الموجهة.
2- وظيفة الشمس، وتمثل الخير المرغوب فيه والقيمة الموجهة.
3- وظيفة الأرض، وتمثل ما يحصل للخير الذي يعمل من أجله الأسد.
4- وظيفة المريخ، وتمثل المعارض أو العائق.
5- وظيفة الميزان، وتمثل الحكم الذي يهب الخير.
6- وظيفة القمر، وتمثل المساعد الذي يعزز إحدى القوتين السابقتين.

وبهذا يبتعد علم الجمال البنيوي عن التقاليد الفلسفية المثالية.
وقد أصبحت هذه الفكرة من المحاور البنيوية التي تخلصت من وهم (الفاعل) المستقل ذي السلطة المطلقة على جميع الأحداث، وقصرته على نطاق (الوظائف) التي يقوم بها كما تكشف عنها بنية العمل الأدبي نفسه.

كما ميز فلاسفة براغ بين التحليل الوظيفي لعلاقات الفن بالمجتمع، ونظرية الانعكاس الماركسية، على أساس أن تطور الأبنية الفنية دائب ومستمر وخاضع لقوانينه وحركته الداخلية الخاصة به.

ولهذا فهم يرفضون التسليم بأن الفن تابع مباشر للتطور الاجتماعي، حتى مع الاعتراف بالقوى الخارجية التي تمارس تأثيراً ما على الأبنية الفنية، إذ أن طريقة الاستجابة لهذا التأثير وتوجيهه تخضع لعوامل جمالية منبثقة من الفن نفسه.

وهي لا تسمح بقيام علاقة سببية آلية بين الفن والمجتمع، كما لا تؤدي إلى الحكم بأن نظاماً اجتماعياً ما يولد بالضرورة شكلاً معيناً للإبداع الفني.


المواضيع الأكثر قراءة