بعض تجارب تطوير وتحديث تعليم اللغة العربية في الوطن العربي للمستوى الأول من التعليم الأساس

رغم أن العديد من الدول العربية تستخدم الحاسوب في بعض المؤسسات التربوية والجامعات، مع مواجهة صعوبات كثيرة لاستيعابه واستخدامه بكامل طاقاته، فهناك محاولات في بعض الدول تكشف النقاب عن جهود حثيثة، تبشر بالبدء في عملية الاستفادة من الحاسوب في عملية تعليم اللغة العربية في الحلقة الأولى من التعليم الأساس.
ونذكر فيما يلي بعض هذه المحاولات:

ففي دولة الكويت قام مجلس البحوث العلمية بالاشتراك مع جامعة الكويت عام (1981) بالبدء في العمل بمشروع حول الاستفادة من الحاسوب في عمليتي التعليم والتعلّم؛ حيث أتاح هذا المشروع إجراء بعض البحوث وإنتاج بعض البرمجيات المتواضعة في مجال التدريس.

و في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية في الرياض تمّ تطوير لغة برمجة حاسوبية عربية لتأليف الدروس authoring system تدعى (كاتب)، وهي تشبه لغة بايلوت pilot وتتميز بإمكانية إخراج الرسوم التخطيطية الملونة والتخاطب الصوتي مع الحاسوب.(1)

وفي الجمهورية العربية السورية نقف عند تجربة الدكتور عبد الله الدنّان (نظرية اكتساب المحادثة باللغة العربية الفصحى بالفطرة والممارسة)، التي تعتمد أسساً علمية ثابتة وتكون قابلة للتطبيق وهي (إتقان اللغة العربية) واكتسابها بالفطرة السليقية، حيث يكون اكتساب اللغة في سن السادسة سهلاً دون عناء، ويتم عن طريق كشف الطفل للقواعد كشفاً ذاتياً، فيتقن اللغة لفظاً وقواعد ومعاني وتطبيقاً فتمتزج بدمه وفكره وعواطفه.

وقد انطلق في تجربته لمحاولة حل مشكلة تعليم اللغة العربية في الوطن العربي وقد اتخذ التطبيق العملي المذكور ثلاثة أشكال:
الأول: تجربة باسل.
والثاني: دار الحضانة العربية بالكويت.
والثالث: روضة الأزهار العربية بدمشق.
والهدف من المشروع هو:

- إتقان لغة المعرفة في المدرسة وهي اللغة العربية الفصحى فطرياً قبل سن السادسة دون الحاجة إلى إنفاق وقت طويل على التراكيب اللغوية. فهم أعمق وأدق وأسهل للمواد الأخرى التي تشكل جسم المعرفة في الحياة المدرسية.

- توفير زمن لايقل عن (3,17) ساعة صفية أسبوعياً بالإضافة إلى (5) ساعات بيتية أسبوعياً على مدى الاعوام الدراسية الاثني عشر.

- تعديل المنهج المدرسي بحيث تستغل الساعات الموفّرة للنهوض بتعليم اللغة الاجنبية والرياضيات والعلوم.

- يمكن أن يقدم المشروع نموذجاً حياً يؤدي إلى تطور تعليم اللغة العربية في البلدان الإسلامية وإمكانية معالجته على الحاسوب أمر سهل وواضح.(2)

وقد قدّمت شركة (DTK Computer – class solution) في مجال تكنولوجيا التعليم, تجربة الصف الالكتروني بوسائط متعددة فعّالة، وهدفها الحصول على تفوق في التعليم، وامتلاك بنية تدعم, وتقوي، وتوسّع شرح الأستاذ للحصول على تعليم فعّال للطالب، بيئة مرنة بما يكفي لتلائم الاختلافات الفردية بين المتعلمين وتوفير بيئة تعليمية مثالية للمدارس.

وهو بيئة متطورة للتعليم والتعلّم, حيث يقوم المعلم بإعطاء الدروس للطلاب بواسطة الحاسوب مستخدماً العديد من البرامج التدريسية المجهزة مسبقاً، حيث يتفاعل الطلاب مع المعلم عبر جهاز الحاسوب لكل طالب.

تقدّم DTK التعليمي التفاعلي E-CLASS وهو شبكة قوية، تتألف من محطات تعليم الطلاب (أجهزة الطلاب)، وجهاز المعلم ومخدم يزوّد المعلمين بالأدوات المتطورة، للوصول إلى أهدافهم التعليمية، مع مزايا خاصة صممت للتأكيد على قدرة تطوير عالية.

أما مكوناته: فهي جهاز المعلم، وأجهزة الطلاب (E-BOXES)، والكل مربوط بمخدّم، عن طريق شبكة محلية (LAN) وغالباً على الأنترنيت.(3)

وفي المغرب نتعرّف مشروع دعم تحسين تعلّم اللغة العربية بالتعليم الابتدائي: حيث عني بتنمية التعليم بالوسط القروي عبر مراحله المختلفة، وقد تمّ تحليل المناهج والكتب المدرسية المقررة، وتنظيم ورشات تكوينية في الموضوع، وتدارس الأنشطة والأدوات الملائمة لدعم تحسين التعليم والتعلم.

وقيّمت الوثيقة من قبل المربين، والمربيات بعد إعدادها عام (1999)م، و تضمنت عينة من التدريبات، والألعاب اللغوية التي اقترحها المربون الممارسون، وأهداف تعلم اللغة العربية وتعليمها في التعليم الابتدائي.

ثم المعايير الملائمة لاختيار المحتويات اللغوية والثقافية التي تساهم في تحقيق أهداف التعلم, وتستجيب لخصائص الطفل وتطلعات المجتمع, وتقدم له خبرة لغوية وثقافية يحتك بها، ويتفاعل معها تفاعلاً يصب في تحقيق أهداف التعلم، والهدف هو تنمية مهارات الاستماع, والتعبير الشفهي، والقراءة، والكتابة، والرصيد اللغوي، والقدرات المعرفية، والعقلية، والاتجاهات الوجدانية، والمهارات النفسية الحركية، وتنسجم مع وظائف اللغة واتجاهات تعليمها وتعلمها.(4)

(1) د. الفار، إبراهيم عبد الوكيل (تربويات الحاسوب وتحديات مطلع القرن الحادي والعشرين) القاهرة 2004/ الفصل الثاني/ ص (101-102-125-126-127).
(2) د. الدنان، عبد الله - ص (26-34).
(3) شركة (DTK COMPUTER) مجموعة الأصيل للبرمجة/ دمشق – سورية/ مركز الحمراء للكمبيوتر. ص(1).
 (4) د. ميلود، احبدو - مشروع تربية الفتيات بالمغرب(MEG) الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAI (وثيقة دعم تحسين تعلم اللغة العربية بالتعليم الأساسي) 2000م- ص(1-14).

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال