عبد العزيز مشري.. الكتابة عن طبيعة الحياة في القرية الجنوبية من السعودية وتصوير طبيعة وحس إنسانها ومزاجه



إضافة لتميزه الروائي ينتمي عبد العزيز مشري للطليعة المميزة من كتّاب القصة القصيرة في المملكة والعالم العربي, كما يعد من أبرز من كتب عن طبيعة الحياة في القرية الجنوبية من البلاد، حيث نقل عبر تجربته الروائية والقصصية منظومة العادات والتقاليد والقيم والمكونات الحضارية لهذه البقعة في أعماله مصوراً طبيعة وحس إنسانها ومزاجه. 
وُلد - رحمه الله - في قرية محضرة بالباحة عام 1374هـ، وعمل محررا ثقافيا في ملحق (المربد) الذي كانت تصدره جريدة (اليوم)، وقد كانت تجربته في التحرير الثقافي عبر جريدة (اليوم) مميزة للحد الذي أنتج عنه مجموعة كتّاب ومثقفين استوعب الراحل نشاطهم الثقافي فقدمهم للساحة عبر ذلك الملحق.كما شارك في بعض المنتديات والمهرجانات الأدبية داخل المملكة وخارجها، وأصدر مجموعة أعمال تنوعت بين الرواية والقصص القصيرة والنثر. 
ساهم كذلك في كتابة المقالة الصحفية عبر زاويته (تلويحة) في أكثر من صحيفة سعودية، كان آخرها (الجزيرة) عبر ملحقها الثقافي ، وقد قام الشاعرعلي الدميني بجمع ما كتب عن المشري من دراسات نقدية ومتابعات وشهادات وأصدرها في كتاب حمل اسم ( ابن السروي وذاكرة القرى) الذي ظهر متزامنا مع حفل تكريم فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الباحة مسقط رأس الكاتب الراحل احتفاءً بتجربته الرائدة. 
عربياً أشاد الناقد المصري الدكتورعلي الراعي بتجربة مشري الرائدة واصفا روايته ( الغيوم ومنابت الشجر) بأنها تضع كاتبها في مصاف صفوة كتّاب الرواية في العالم العربي لتميز عالمه المستوحى من البيئة, والقدرة على استحضار التفاصيل, ولغته الشعرية المعبرة. 
وقد نال إبداعه نصيباً كبيراً من الدراسات النقدية محلياً ، وتناول إنجازه القصصي والروائي على سبيل المثال كل من: الناقد الدكتور محمد صالح الشنطي، الدكتور معجب الزهراني، الدكتور حسن النعمي، الدكتور يوسف نوفل، عابد خزندار، أحمد بوقري، حسين بافقيه، معجب العدواني، عبد الحفيظ الشمري، أحمد سماحة، الدكتورة فوزية أبو خالد، حسن السبع، فايز أبا. 
من ناحية أخرى لم يتوقف إبداع مشري عند القصة والرواية بل امتلك تجربة تشكيلية ثرية حيث أبدع الراحل في اقتحام اللون كما أبدع في الكتابة، فعلى سبيل المثال قام بتنفيذ الرسومات الداخلية للمجموعة الشعرية الأولى للشاعرة فوزية أبو خالد (إلى متى يختطفونك ليلة العرس), كما رسم لوحات بعض أغلفة أعماله النثرية مثل: ريح الكادي، والحصون، وموت على الماء، والزهور تبحث عن آنية. 
ولقد كانت تجربة المرض جلية في إبداع المشري, حيث استمد منها مقومات إبداعية نقل عبرها أدق تفاصيل الإحساس الإنساني ساعة المرض بشفافية ووصف واقعي، فظل يكتب حتى اللحظات الأخيرة من حياته.