موريس أبو ناضر والألسنية والنقد الأدبي.. النقد العربي البنيوي التطبيقي في السرد وتفسير النصوص الأدبية على ضوء سياقها الاجتماعي والتاريخي

أبو ناضر ناقد حداثي من لبنان. دكتوراه في الألسنية والأدب من جامعة السوربون. أستاذ في السوربون (72-1974) وفي الجامعة اللبنانية. وضع كتابه (الألسنية والنقد الأدبي) عام 1979، وهو أول محاولة بنيوية ظهرت في إطار النقد العربي البنيوي التطبيقي في السرد ضمن كتاب خاص.
في مقدمته التنظيرية انطلق الباحث من أن (الدراسة الخارجية) في سعيها إلى تفسير النصوص الأدبية على ضوء سياقها الاجتماعي والتاريخي تقع في "شرك" الشرح التعليلي، أو في شرح الأصول التي انبثق عنها هذا الأدب. وتقف حائرة أمام وصف الأثر الأدبي وتحليل بنياته وتقييم مدلولاته. وإن دارسي النصوص الذين يستخدمون المناهج الخارجية في دراسة الأدب يسعون إلى تأسيس نوع من العلاقات السببية والحتمية بين الأثر الأدبي وكاتبه، وبيئته، وأسلافه.
ومن ثم فهم يستنتجون أن تحليل النصوص يجب أن يرتكز على سيرة الكاتب ونفسيته، أو يحلّلون النصوص الأدبية على ضوء العوامل المحددة للإبداع الفني كالاجتماع والاقتصاد والسياسة...
ثم جاءت ردّات الفعل على هذه المناهج الخارجية، بعد أن أصبحت مستهلكة، وتجلّت في التحريض على (دراسة الأدب من الداخل) والتركيز على الآثار الأدبية ذاتها، لا على مصادرها أو مراجعها. فبدأ الاتجاه الألسني في تحليل النصوص مع الشكليين الروس الذين رفضوا اعتبار الأدب نقلاً لحياة الأدباء أو تصويراً للبيئات والعصور، أو صدى للنظريات الفلسفية والدينية، ودعوا إلى البحث عن الخصائص التي تجعل من الأثر الأدبي (أدبياً)، والبحث عن البنى الأسلوبية والحكائية والإيقاعية في الأثر الأدبي. 
وإذا كانت دراسة (الأدب من الخارج) تركّز على دراسة الظروف المكيّفة للأثر الأدبي، فإن دراسة (الأدب من الداخل) تركّز على وصف البنى الخاصة بالأدب. وتُعنى الألسنيةِ بوصف اللغة وتفسير مستوياتها (الصوتية، والتركيبية، والدلالية). وهذا ما أعطى النقد استقلالاً ذاتياً حين عزله عن الاتكال على العلوم المساعدة النفسية والاجتماعية والإيديولوجيا، ذلك أن الأدب قوامه اللغة، والألسنية هي الدراسة العلمية للغة ولتمظهرها الحسي من خلال الكلام.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال