اللغة والحضارة.. محاورة الآلة عبراستعمال اللغات البشرية الطبيعية المكتوبة والمنطوقة وتوليد اللغة وفهمها وترجمتها آلياً

إن مجتمع المعلومات، يوجب خلق أساليب جديدة في استعمال اللغة، لتغطية المتغيرات الكبيرة في مختلف العلوم، سمّاه بعضهم: (الصناعات اللغوية- أو تكنولوجيا اللغة).

ونظراً لبروز مفاهيم ومنتجات حديثة، نتيجة للتطوّر التقني، يلزم الأمر، وضع ملايين العبارات الجديدة للدلالة عليها، والذي من شأنه إثراء اللغة، وتسهيل مهمتها، في التعامل مع المعاني، والمفاهيم الجديدة، لتجنّب اللَّبْس والأخطاء، ولتسهيل استيعاب العلوم والتكنولوجيا.

لذا تنبّهت الدول المتطوّرة إلى خطورة الثورة المعلوماتية، فأقامت مشروعات عملاقة، لتخضع التكنولوجيا، أوالتقنية لخدمة لغاتها وليس العكس.

هذه الصناعات اللغوية التي تعدّ حقلاً معرفياً جديداً، بدأ ينمو في الجامعات، ومراكز البحوث العلمية، ويعرف بهندسة اللغة، أوالهندسة اللسانية، وهو ميدان متعدّد الاختصاصات، من أهم مقوماته اللسانيات عامة، واللسانيات الحاسوبية على وجه الخصوص.

ويتضمن نشاطات عديدة، ويتفرّع فروعاً كبيرة، بهدف تمكين الفرد محاورة الآلة، عبراستعمال اللغات البشرية، الطبيعية المكتوبة والمنطوقة.

وحالياً ينصبّ اهتمام الباحثين على عدّة جوانب تتعلّق بتوليد اللغة، وفهمها، وترجمتها آلياً، بينما يهتم آخرون بمعالجة الوثائق، وتفسيرها، عبر شبكات الحواسيب.

ومن نتاج الصناعات اللغوية: نظم حاسوبية، تمكّن آليا ًمن تحويل الكلام المنطوق، نصاً مكتوباً، والنص المكتوب، كلاماً منطوقاً، وتحويل نص من لغة إلى أخرى، أي الترجمة آلياً وبمساعدة الحاسوب، إضافة إلى النظم التي تؤمن تصريف الأفعال، والأسماء، وتحليل الكلام، والتراكيب، واستخراج أبرز ما جاء فيها من معان.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال