الخطة المقترحة لتطوير مناهج اللغة العربية في المستوى الأول من التعليم الأساسي



إن استخدام التقنيات في تعليم اللغة العربية يعدّ الأساس لتطوير هذه اللغة ولاسيما في الحلقة الأولى من التعليم الأساس.

فإذا قارنا بين تعلّم لغتنا واللغة الانكليزية, نجد فجوة واسعة، تعود إلى أن الطالب العربي على سبيل المثال، تشده اللغة الانكليزية بمختبرها اللغوي، وأشرطتها المسجلة والمصورة، وبلوحاتها التوضيحية الملونة، وتغريه ألعاب الفيديو والحاسوب، التي يمارسها بصورة شائعة ومسلية، بينما نجده عازفاً عن لغته الأم التي تفتقر إلى هذه التقنيات، فما زال النحو والصرف يدرس بصورته القديمة، ولابد من جديد يعيننا على إدخال التقنية في تدريس اللغة العربية، وتطوير طرائقها.

فما أحوجنا اليوم لوضع خطة لتطوير لغتنا، وتحديثها، تطويراً يبدأ من الصف، ومن الطالب، ومن المدرس في مدارسنا العربية، تضع لها أساساً استخدام التقنيات في تعليم اللغة العربية.

فلم لا نضع أقراص ديسك مبرمجة، ونستخدم الصور الملونة، والخط المنمّق، وقد شوهدت هذه التجربة في معرض متخصص بالإمارات/ دبي 1994/، أحدهما لتقنيات خاصة في مدارس لتعليم اللغة العربية، بإدخال أجهزة الحاسوب والمختبرات اللغوية، بأجهزتها السمعية والبصرية، واعتماد طرائق البحث والاستقراء، والتركيز على أهمية مكتبة المدرسة، ومكتبة الصف، وإطلاق يد الطالب في الكتابة، في البحث والنشاط الأدبي، أو في الصحافة المدرسية، أو الإذاعة، أو الإلقاء. فتكسب الطالب الجرأة الأدبية اللازمة للكتابة، والقراءة، والمحادثة، وأن نخرج الطلاب على سبيل المثال في حصة دراسية إلى مبنى البلدية، ونتعرّف إلى أجهزتها من خلال الموضوع المقرّر.

فطالب العصر الحديث اليوم, يختلف عن طالب الأمس، فهو في محيط يكتشف أمامه كل شيء على الواقع، وفي بيئة يعايشها أكثر مما يقرأ عنها، ولا ننسى دور التلفاز وبرامج القنوات الفضائية.

وضمن الخطة المقترحة لتطوير مناهج اللغة العربية اعتماد نظرية هندسة اللغة والنظرية الخليلية الحديثة، حيث يتم فيها التعاون بين علماء اللغة، والمهندسين في الحاسوبيات والالكترونيات.

ولهذا يحتاج كل واحد من اللسانيين والمهندسين أن يكون حاصلاً على علم  الآخرين، بقدر كافٍ من دون تخصّص فيما يكسبه زميله اللغوي، أو المهندس من مبادئ اللسانيات، أو مبادئ في الحاسوبيات.

وبهذا استطاع أن يتوصل العلماء في هذا الميدان المشترك إلى مستوى عالٍ من المعرفة اللسانية التقنية، مكّنتهم من صنع البرامج الحاسوبية، التي تمكّن من تنطيق الحواسيب من جهة، ومن علاج النصوص على الحاسوب من جهة أخرى.

ولابد من وضع خطوات، وإجراءات تتطلبها عملية تحديث أساليب تعليم وتعلّم اللغة العربية في الحلقة الأولى من التعليم الأساس، نوجزها فيما يلي:
1- إعادة النظر في أهداف تدريس اللغة العربية.
2- إعداد مفردات اللغة في ضوء التكامل ومفهومه.
3- الكفايات الواجب توافرها لدى المعلّم.
4- الأخذ بالاتجاهات التربوية الحديثة.
5- الإكثار من استخدام الوسائط التعليمية المناسبة، والتقنية منها بخاصة.


0 تعليقات:

إرسال تعليق