عبدالله البردوني.. أفقده الجذري بصره وهو تعبير عن وعي جمعي متراكم عبر اجيال من الشعراء العرب



استطاع عبدالله البردوني ان يتبوأ مكانة سامية في الشعر العربي رغم فقدانه بصره في الخامسة من عمره بسبب اصابته بالجدري.. ولد البردوني عام 1929 في قرية البردون التي تنتمي الى قبيلة بني حسن بمحافظة ذمار باليمن، وقد حفظ في صغره ثلث القرآن الكريم وتعلم تجويد القرآن على القراءات السبع. 
عشق البردوني الشعر، وارتبط به منذ اربعينيات القرن الميلادي الماضي، ويصف النقاد شعره بأنه تعبير عن وعي جمعي متراكم عبر اجيال من الشعراء العرب، ويصفونه بأنه آخر الشعراء الكلاسيكيين العرب الكبار وابرز المتميزين في كتابة القصيدة العمودية. 
كان فوز البردوني عام 1972 بالجائزة الاولى (لمهرجان ابي تمام) في الموصل محطة فاصلة في حياته، حيث لمع نجمه في سماء القصيدة العربية، واوصلته قصيدته الشهيرة المنظومة على منوال قصيدة ابي تمام (السيف اصدق انباء من الكتب) الى قمة مجده الادبي.. وقد حصل البردوني على جوائز اخرى، ابرزها جائزة مهرجان جرش الرابع، وجائزة شوقي وحافظ بالقاهرة، واصدرت الامم المتحدة عام 1982 عملة فضية عليها صورته بوصفه احد من تجاوزوا الاعاقة وحققوا انجازا بارزا. 
رحل البردوني عن عالمنا صباح الاثنين 30 اغسطس عام 1999م، وكان عمره 70 عاما، لكنه ظل بارزا بوصفه احد اعظم شعراء العربية في القرن العشرين.