العلاقة بين الأرشيف والذاكرة الوطنية.. تكوين الذاكرة الوطنية انطلاقا من ديناميكيتها وصيرورتها بتوضيح أحداث تاريخية ذات علاقة بالشخصية الوطنية



الأرشيف والذاكرة الوطنية:

الأرشيف والذاكرة الوطنية هما وجهان لعملة واحدة. الأرشيف هو المكان الذي يتم فيه حفظ السجلات والوثائق التي تعكس ذاكرة الأمة. والذاكرة الوطنية هي الفهم المشترك للتاريخ والقيم والثقافات التي تربط شعبًا معًا.
ترتبط الأرشيف والذاكرة الوطنية ارتباطًا وثيقًا لأن الأرشيف هو مصدر رئيسي للذاكرة الوطنية. توفر السجلات والوثائق التي تحتفظ بها الأرشيفات معلومات حول الأحداث والأشخاص والأماكن التي شكلت مسار التاريخ الوطني. يمكن استخدام هذه المعلومات لفهم الماضي وتشكيل فهمنا للحاضر.

دور الأرشسف:

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأرشيف لعب دور فعال في الحفاظ على الذاكرة الوطنية. يمكن للأرشيفات تنظيم وحفظ السجلات والوثائق بطريقة تسهل الوصول إليها واستخدامها. يمكنهم أيضًا تقديم البرامج التعليمية والفعاليات التي تساعد الناس على تعلم المزيد عن تاريخهم وثقافتهم.
من خلال جمع وحفظ وتنظيم السجلات والوثائق، يمكن للأرشيف أن يلعب دورًا مهمًا في تشكيل الذاكرة الوطنية. يمكنهم مساعدتنا في فهم الماضي وتشكيل فهمنا للحاضر.

أمثلة للعلاقة بين الأرشيف والذاكرة الوطنية:

فيما يلي بعض الأمثلة على العلاقة بين الأرشيف والذاكرة الوطنية:
  • يمكن استخدام السجلات والوثائق الأرشيفية لكتابة التاريخ.
  • يمكن استخدام السجلات والوثائق الأرشيفية لتعليم الناس عن الماضي.
  • يمكن استخدام السجلات والوثائق الأرشيفية لتعزيز الحوار حول القضايا الاجتماعية والسياسية.
  • يمكن استخدام السجلات والوثائق الأرشيفية لتعزيز الشعور بالانتماء إلى المجتمع.
  • من خلال الحفاظ على الذاكرة الوطنية، يمكن للأرشيف أن يلعب دورًا مهمًا في بناء مستقبل أفضل.

العلاقة بين الأرشيف والذاكرة الوطنية:

لا جرم أن الوثائق الأرشيفية لها دور هام و أساسي في تكوين الذاكرة الوطنية انطلاقا من ديناميكيتها وصيرورتها.
فهي في أمس الحاجة إلى الوثائق الأرشيفية لتبيين وتوضيح أحداث تاريخية ذات علاقة بالشخصية الوطنية وأفراد قاموا بأدوار تاريخية لا يمكن إغفالها.

الوثائق الأرشيفية والشرعية التاريخية:

وهذه الأدوار تضفى الشرعية التاريخية على هذه الأحداث وتضمن ديمومتها بتجسيدها في أذهان المواطنين وتكون في أوعية ملائمة حتى تبقى حية عندما يتعلق الأمر بالبحث التاريخي أو بنشاط ثقافي أو بالاحتفال بالذكريات الوطنية.
ومن بهذا المنظور نقدم عينة حول العلاقة بين الأرشيف والذاكرة الوطنية، ونرى أن أحسن مثال لذلك يؤخذ من حرب التحرير الجزائرية.

فكل الوثائق الأرشيفية بمختلف أنواعها وأوعيتها التي دونت أحداثا و وقائع، مثل المعارك التي جرت وسجلتها بعض الأشرطة الوثائقية أثناء الحرب، وأساليب التعذيب المسلطة على أفراد الشعب بالصوت والصورة، والكثير من الوثائق المكتوبة تشهد عل ذلك، وأيضا المظاهرات الشعبية في 11 ديسمبر سنة 1960 وغيرها.
فلا بد إذن من جمع كل الوثائق المتعلقة بتاريخ الجزائر عامة عبر مختلف مراحلها والحضارات المتعاقبة عليها وحرب التحرير على وجه الخصوص.