ابتعاد المسلمين عن دينهم انحراف عن رسالتهم السامية ودورهم الإنساني

يرى الدكتور أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع أن إعادة نهضة الأمة وابتعاث حضارتها سهل للغاية من حيث الطريق ولكنه صعب للغاية من حيث النوايا، فالطريق حدده الرسول – صلى الله عليه وسلم – ' تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا .. كتاب الله وسنتي ' فالطريق واضح وضوح الشمس .
ويقول الدكتور المجدوب إن صحة هذا الطريق تأكدت لنا عبر 14 قرنا من الزمان حيث إن النظم تذهب وتجيء وتصعد وتهبط والإسلام باق بكل مبادئه وأحكامه سواء في نظام التشريع أو في نظام الأخلاق وكلنا عاصر وعرف الاتحاد السوفيتي والوعود التي قطعها قادته على أنفسهم بأن يجعلوا من العالم الفردوس الأرضي ثم اكتشفنا أنه الجحيم بعينه .. إن أمامنا الطريق إذا كنتم تريدون الخير والفلاح والقوة والعزة اسلكوا هذا الطريق.
ويضيف المجدوب لكن للأسف الشديد فإن النوايا الخبيثة تضمر للدين العداء حيث يصل الأمر ببعضهم إلى تحريض غير المسلمين على الإسلام وها أنت ترى ما حدث في الانتخابات البرلمانية بمصر فبعد أن تمكن الإخوان من تحقيق بعض الانتصارات في الجولتين السابقتين بدأت الأسئلة ..ماذا ستفعلون في الأقباط ؟ وما موقفكم من نانسي عجرم ؟ وما هي رؤيتكم للمرأة ؟ إلى آخر هذا الكلام الذي لا يقوله إلا أناس فقدوا عقولهم فهم يضمرون العداء للإسلام .. لماذا ؟ لأنه حال دون تسلطهم على الأمة بمبادئهم المنحرفة وسياساتهم الإجرامية فيزرعون العراقيل في طريق المسلمين .
ففي الغرب يقرنون الإسلام بالإرهاب وسيأتي يوم بعد أن تتطور الحملة الغربية على الإسلام وسنقول على استحياء أنا مسلم ..فالعمليات الاستشهادية في فلسطين والعراق والشيشان وغيرها نقول عليها انتحارية لأننا عندما نقول عليها استشهادية نكون من أنصار الإرهاب وحكوماتنا تفعل ذلك ..القضية إذا لم ننظم أنفسنا من أجل التوجه الحقيقي نحو قيم الإسلام أو أحكامه قل على المسلمين - وليس على الإسلام لأنه قوي - السلام .
وعليه فإن الطريق واضح وليس له بديل وقد قلتها قبل ذلك كثيرا .. إن البعد عن الإسلام يعني أن كل خطوة نبعدها نقترب خطوتين من الشر والجريمة والانحراف دعك من أن الناس الجهلة والحمقى يناصبون الإسلام العداء وينسون شيء هام هو أن أرخص وسيلة لمواجهة الجريمة والانحراف وليست في حاجة إلى كثير إنفاق أو تكلفة هي الدين وبالتالي فإن البعد عن الدين ينتج أبشع الجرائم .. وها أنت ترى وتقرأ ما تنشره الصحف فالأب يعاشر ابنته والأم تعاشر ابنها والأخ يعاشر أخته وهكذا .. إن الحل في الإسلام ولا حل غير الإسلام .
وحول الأخذ من النظريات الأخرى يشير الدكتور المجدوب إلى أنه يمكن أن نستعين بالنظريات الأخرى للتفسير والتحليل والتوقع لكن في النهاية يوجد أحداث تقع ولا يتنبأ بها فالانتخابات الأخيرة وهذه الصحوة التي انتابتهم وجعلتهم يسقطون رموز الفساد ويختارون أعضاء الإخوان المسلمين كانت مخالفة لتحليلات المحللين فليس كل من انتخب الإخوان إخواني وكثيرون أعطوا أصواتهم للإخوان نكاية في النظام ورموزه .
يوجد سر كبير في الناس فهم ينحرفون اليوم لكنهم يعودون إلى صوابهم بعد ذلك وذلك مصداقا لقوله – صلى الله عليه وسلم – ' الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين ' فهناك خير لن يختفي .. الناس سيأتي عليهم الوقت لينهضوا وليعيدوا للأمة كرامتها وشرفها وعافيتها .
وأنا وبعد 70 سنة خبرة في الحياة يمكنني أن أؤكد أنه طالما هناك قرآن يتلى في مكان ما في زمان ما في هذا البلد فثق أنه لا يأس وأن الأمل موجود .. لذلك هم يريدون محاصرة الإسلام ويعملون على تزييف القرآن ويدمرون المسلمين ويبعدونهم عن حقائق دينهم .. ولكن هيهات أن يحدث ذلك .. وأنا أتصور ولي علاقة وثيقة بعدد من مشايخ الأزهر الشريف الذين يمرون بحالة صمت أن الأزهر كمؤسسة دينية ذات تاريخ سيعود إلى دوره وسيقود حركة الصحوة في الوقت المناسب وذلك عندما ترفع السلطة يدها عنه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال