الزوجة ومشاركة الزوج في أحاسيسه ومشاعره ومقاسمته همومه وأحزانه

إذا أردت أن تعيشي في قلب زوجك فعيشي همومه وأحزانه .. ولعلي أذكرك بامرأة ظلت تعيش في قلب زوجها حتى بعد موتها.. لم تنسه السنون حبها. .. ولم يمح تطاول الدهر أثرها في قلبه .. ظل يذكرها ... ويذكر مشاركتها له في محنته وشدته  في ابتلائه وكربته.... ظل يحبها حباً غارت منه زوجته الثانية التي تزوجها بعدها.. فقالت ذات يوم: "ماغرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها".. وفي رواية .. "ماغرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها".. وذات مرة قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر خديجة: "كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟فيقول لها: إنها كانت وكانت" .. وجاءت رواية أحمد في مسنده لكي تفسر كانت وكانت فقال: "آمنت بي حين كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد".
إنها خديجة التي لا ينسى أحد تثبيتها للنبي صلى الله عليه وسلم، وتشجيعها إياه، ووضعها كل ما تملك تحت تصرفه من أجل تبليغ دين الله للعالمين..
لا ينسى أحد قولتها المشهورة التي جعلت النبي مطمئناً بعد اضطراب وفرحاً بعد اكتئاب، لما نزل عليه الوحي لأول مرة: "والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق". فكوني يا أختي المسلمة كخديجة ـ رضي الله عنها وعنا جميعاً ـ.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال