خصائص التكنولوجيا اليابانية.. براءات الاختراع اليابانية تحتوي على تكنولوجيا حديثة أكثر

نستطيع معرفة خصائص التكنولوجيا اليابانية بمقارنتها بتكنولوجيا الولايات المتحدة الأمريكية و ذلك عبر تحليل براءات الاختراع التي تودع في الولايات المتحدة من طرف المخترعين اليابانيين والأمريكيين, وهذا ما سيعطي لنا تطور الاكتشافات اليابانية في المجالات الصناعية الكبرى مؤشر قياس براءات الاختراع هو تخصص البلد في ذلك الاكتشاف.
إنطلاقاً من دراسة قامت بها NSF (National Science Fondation) في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1995, في ستة مجالات صناعية (المعلوماتية, الآلات الصناعية, التلفزيون, المذياع, الصناعة الالكترونية, السيارات, الصواريخ), لوحظ أن براءات الاختراع اليابانية أكثر من تلك الموضوعة من طرف الأمريكيين, و هذا ما يبين التطور السريع لليابان في هذه المجالات, وحسب نفس الدراسة فإن براءات الاختراع اليابانية تحتوي على تكنولوجيا حديثة أكثر بالنسبة لتلك الموضوعة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية. [1]
حتى قبل الحرب العالمية الثانية احتفل اليابانيـون بجائزة نوبـل الأولى لصاحبهـا الفيزيائـي « Hedeki Yukawa » و في 1991, ارتفع عدد العلميين المتحصلين على شهادة نوبل إلى خمسة, غير أنّ سياسة البحث اليابانية ركزت على القطاعات التطبيقية و تطوير القطاع المدني.
فجهود اليابانيين كانت موجهة نحو توسيع تطبيق التكنولوجيات, و بهذا خلال النصف الثاني من سنوات الثمانينات, أكثر من %60 من مصاريف البحث اليابانية خصصت لتطوير القطاع التطبيقي بنسبة %25 و %14-13 فقط للبحث الأساسي.
هل من جهد فيما يخص البحث الأساسي؟
            مع %10 من المصاريف العالمية على البحث و التطوير, أصبح اليابان رائداً في عدد من التكنولوجيات, غير أنه عليه أن يلعب دوراً في المجال العلمي.
 و استجابة لاحتياجات القرن الواحد و العشرون, على البحث الياباني أن يتفرغ لتقوية الهياكل القاعدية العلمية, بعد أن كانت مهمته بالهندسة و هذا سيرافق بارتفاع مساهمات الدولة, وبالتعاون الدولي. من هذه النظرة اقترحت الحكومة اليابانية خلال قمة البندقية (Venis) في 1987 إنطلاق أكبر برنامج دولي حول "حدود العالم" (Human science frontier program) موجه لتنمية المعارف في العلوم الحية. مشاركة العملاق في ميدان الكيمياء  BASF بمشروع بحث بمبلغ 760 مليون فرنك فرنسي, الذي دعت إليه وزارة التجارة الخارجية و الصناعية ( MITI ) يشهد بدوره على حركة الإنفتاح في البحث الياباني.  
من بين عوامل التطور الياباني هو اللجوء الشديد إلى شراء براءات الإختراع التي ساهمت في تطوير صناعات هامة :30.000  رخصة أجنبية أشتريت بين 1950و1980 بمبلغ حوالي 10مليار$, أي ما يعادل %20 من مصاريف البحث و التطوير السنوية المتوسطة لولايات المتحدة في نفس الفترة.
[1] Okuba Yoshico ; op.cit, P 62.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال