استخدام TQM في التعليم الجامعي.. الكشف عن تأثيرات استخدام تقييم الجودة الشاملة على الإدارة واتخاذ القرارات فى مؤسسات التعليم العالي



من خلال قراءة ما كتب عن استخدام TQM فى الجامعات الأمريكية حتى النصف الأول من تسعينات القرن الماضي، نجد أن استخدامها كان يقتصر على المشروعات ذات  المستوى البسيط، والتى تعد واضحة وفى نفس الوقت مؤثرة فى الحرم الجامعى كله، وخاصة تلك المشروعات التى كان المطلوب ترشيد الإنفاق عليها.
ويتبين من مسح أجراه Axland فى عام 1990 على 78 جامعة أمريكية أن نصف هذا العدد كان يستخدم TQM لتشغيل إداراتها،وأن 12 جامعة  منها كان يقتصر استخدامها لـTQM  على مجال واحد من مجالات  الإدارة، بينما عارضت بقية الجامعات تطبيق مبادئ TQM.
وفى النصف الثانى من العقد الأخير للقرن العشرين حدثت تعديلات كثيرة على نماذج TQM المستخدمة فى التعليم الجامعى، وانتشر استخدامه فى غالبية جامعات أوروبا وأمريكا واستراليا واليابان، بل ان بعض الجامعات أسست مراكز خاصة بـTQM، ومن هذه المراكز التى يمكن التعلم من تجربتها مركز NACUBO  والذى أسسته جامعة كورنيل، وموقعه على شبكه الإنترنت http://www. nacub‎o .org  ويقدم هذا المركز برامج  مهنية تخصصية لتطبيق TQM، و يعد مطبوعات ويجرى بحوثاً لمساعدة الجامعات على تطوير نظمها الإدارية والأكاديمية  من خلال استخدام TQM. 
ويوجد فى المملكة المتحدة الكثير من الهيئات التى أصبحت تعنى باستخدام TQM فى تقويم برامج ومؤسسات التعليم فى كافة المراحل التعليمية، ومن هذه الهيئات التى يمكن  التعلم  من تجربتها:
- مجلس تمويل التعليم العالى (إنجلترا)HEFCE
- مجلس جودة التعليم العالى HEQC
- مجلس تمويل التعليم العالى (ويلز)HEFCW
- المجلس القومى للتأهيل المهنى NOVQ
- المجلس الاسكتلندى للتربية المهنية SCOTVEC
- مجلس تمويل التعليم المستمر FEFC
- المجلس الاستشارى للاختبارات المدرسية SEAC
- مجلس اعتماد تأهيل المعلمين CATE
ومن المراجع المهمة التى تعرض علينا العديد من تجارب تطبيق TQM فى التعليم العالى فى العديد من الدول الأوربية وأمريكا  واستراليا ونيوزلندا، هو:
John Brennan & Others ,Standards and Quality in Higher Education      وتعود أهمية هذا المرجع إلى أنه جمع فى فصوله البحوث التى قدمت فى مؤتمرين   مهمين عن تقويم التعليم الجامعى وهما : (113)
- المؤتمر الأول :عقد فى باريس عام 1995 وكان بعنوان : Institutional Responses to Quality Assessment   ، ولقد عقد هذا المؤتمر تحت رعاية منظمة التنمية والتعاون الاقتصادى الأوربية OECD. 
- المؤتمر الثانى:عقد فى لندن عام 1996 وكان بعنوان : Changing conceptions of Academic Standards  ونظم هذا المؤتمر مركز الجامعة المفتوحة لدعم جودة التعليم. QSC 
وربما يكون من المفيد أن نعرض فيما يلى لبعض  نماذج استخدام TQM فى بعض الجامعات التى يمكن التعلم منها:
أ) نموذج Quality Assessment and the Decision Making Process IMHE   
وأستخدم هذا النموذج في مشروع لتحسين إدارة مؤسسات التعليم العالى فى دول مجلس التعاون الأوربى وكندا واستراليا والمكسيك
ويهدف هذا المشروع إلى: 
1 - توضيح الأغراض والطرق والمخرجات المستهدفة لتقييم جودة نظم التعليم العالى المختلفة.
2 - الكشف عن تأثيرات استخدام تقييم الجودة الشاملة على الإدارة واتخاذ القرارات فى مؤسسات التعليم العالي فى الدول السابقة الإشارة إليها .
وشمل المشروع على جزئين أساسين :
* عرض، لمفاهيم، ووصف نماذج تقييم الجودة الشاملة، المستخدمة خلال العام 1995 فى مؤسسات التعليم العالى فى الدول محل الدراسة، مع التركيز على أهداف استخدام أسلوب التقييم ومجالات تطبيق .
*إجراء سلسلة من دراسات الحالة لتأثيرات تقييم الجودة  على الإدارة  واتخاذ القرارات فى مؤسسات التعليم العالى فى الدول محل الدراسة ولقد تمت  غالبية دراسات الحالة خلال عام 1996،وتناولت قضايا عدة منها:
كيف دخلت نظم تقييم الجودة إلى عمليات الإدارة واتخاذ القرارات - الحكومة كمصدر للتقويم الخارجى وتأثيرها على طبيعية العمل الأكاديمى- توزيع الأكاديميين والإداريين لوقتهم- العلاقة بين تقييم الجودة والمخرجات التعليمية .
ومما خلص إليه معدوا التقرير النهائى للمشروع، القول : بأنه" لم يتضح بعد (حتى وقت إعداد التقرير) إلى أى مدى كان للأخذ بأسلوب التقييم الخارجى للجودة تأثير على إدارة المؤسسات ،وعلى عمليات اتخاذ القرارات، وربما لا يصبح هذا التأثير واضحاً فى الوقت الراهن،  ولكن قد يظهر على المدى البعيد. وما اتضح الآن هو العلاقة بين التقييم الخارجى للجودة وبعض القوى الخارجية المؤثرة على المؤسسات الجامعية (وخاصة ما يتعلق بالتمويل والتنوع والانتشار)، حيث كانت هذه هى القوى الدافعة إلى التأثير فى الإدارة واتخاذ القرارات فى مؤسسات التعليم العالى ."
كما خلص تقرير المشروع إلى صعوبة عزل تأثير استخدام التقييم الخارجى للجودة الشاملة عن تأثير بعض العوامل الأخرى، وخاصة عوامل التطوير الداخلى، كقوى دافعة لتطوير وتحسين مؤسسات  التعليم العالى، سواء فى النواحى  الإدارية او الأكاديمية.