سيكولوجية المرأة وعلاقتها بتربيتها الجنسية وطرق تلبيتها.. الرجل هو سيد الفراش والمرأة ما هى إلا دمية يفرغ فيها طاقته دون مراعاةٍ لمتطلباتها الشخصية

نظراً لكونها الطرف الأساسى فى التربية الجنسية أردت أن أتعمق أكثر فى هذا المخلوق العجيب الذى احتار الفلاسفة وعلماء النفس فى فهمه لاسيما وانها الطرف المقهور فى العلاقة الزوجية حيث أن العلاقة الجنسية تقوم فى نظر الكثيرعلى أن الرجل هو سيد الفراش والمرأة ما هى إلا دمية يفرغ فيها طاقته دون مراعاةٍ لمتطلباتها الشخصية سواء كانت تتعلق بالجسد أو بالنفس أوبالحقوق فى المجتمع وأنها مثل الرجل لها حقوق بالإضافة إلى الواجبات.

والواقع إن هناك سوء تفاهم مزمن بين الجنسين يرجع عهده إلى فجر التاريخ، ومما دعم هذه الفكرة أن المشرعين والمفكرين وخاصة المؤرخين كانوا من الرجال وعندما تحدثوا عن المرأة وصفوها بالضعف والمكر والإحتيال وكثير من الصفات التى يتخذها الضعيف للتغلب على القوي، وحتى فى حياتنا اليوميه نرى أن بعض الأساليب التى يستخدمها الآباء فى تربية أطفالهم تخلق فى نفوس الناشئين سوء التفاهم بين الجنسين وتجعل كل جنس يقف من الآخر موقف إزدراء أو موقف تحفظ.

ومن واجبنا جميعاً أن نزيل سوء التفاهم هذا أو على الأقل أن نحاول مخلصين التخفيف من حدته، وأول خطوة يجب أن نخطوها هى البحث عن منشأ هذا الخلاف فى الرأى بين الجنسين عندما يحكم كل منهما على الآخر ولعل السبب الرئيسى يرجع إلى محاولة كل منهما المفاضلة بينهما أيهما أفضل وأرقى وأكمل من الآخر، الرجل أم المرأة؟
أيهما هو المثل الأعلى الذى يجب على الآخر أن يحاكيه؟
كل هذه الأسئلة لامعنى لها مطلقاً وإن دلت على شئ دلت على سذاجة فى التفكير لأن المفاضلة أو المقارنة لا يمكن أن تقوم إلا بين شيئين أو أمرين خاضعين لنوع واحد من القياس، وهل يتفق ذلك مع الرجل والمرأة؟.

يوجد فريق يذهب إلى أن الفرق بين الجنسين فرق جوهرى فطرى يرجع إلى اختلاف أساسى فى بناء الجرثومة التى ستكون إما ذكراً أو أنثى، فى حين أن فريقاً آخر يؤكد أن الفرق بين الذكر والأنثى هو فرق فى الدرجة وأن هناك سلسلة من الدرجات المتوسطة تصل بين الأنوثة والرجولة وأن التطور يبدأ من صورة الأنثى ويتجه نحو شكل أرقى هو كمال الرجولة أى أن المرأة فى نظر أولئك القوم ليست إلا رجلاً ناقصاً.

والرد على ذلك أن الذكر فى بعض الأنواع الحيوانية الدنيا يمكن الإستغناء عنه بالتخصيب الآلى، كل ما ينبغى أن نستوحيه من الدراسات البيولوجية هو أن الجنين فى الإنسان يحمل المعالم الأولى للجهازين التناسليين للجنسين ثم ينمو أحدهما ويضمر الآخر.

على ذلك يمكن القول أن أصل الرجل والمرأة واحد غير أن جسم كل منهما يسلك فى نموه منذ مرحلة جنينية مبكرة إما طريق الذكورة أو الأنوثة، وعلى ذلك الفرق فى التكوين التشريحى وما يتبعه من تخصص فى الوظائف الفسيولوجية تتوقف الفروق السيكولوجية الموجودة بين الجنسين.

لذلك يجب أن نقوم بدمج تلك العلوم لكى نقدم الخطوط العريضة والتفصيلية لجسد ونفس المرأة هذا إن أردنا أن نقدم وعيا ثقافيا جنسيا متطورا وعلى أسس علمية والإستفادة من جميع الدراسات التى قدمت والتى تبحث فى ذات المرأة وطبيعتها من هذه الإتجاهات.

يقول فرويد منشئ التحليل النفسى فى بحث نشر له عام 1931 عن الوظيفة الجنسية عند المرأة إن تحقيق التوازن لدى المرأة أشق بكثير من تحقيقه لدى الرجل، وإن أمامها ثلاثة طرق أحدها السوى المؤدي إلى الأنوثة الواضحة المستقرة غير أنه أشق الطرق مسلكاً وأما الطريقان الثاني والثالث ففيهما شذوذ واعوجاج: فإما تشويه الخلق بتغلب عناصر الرجولة على الأنوثة أو كف النشاط الجنسي وكبته وفصله عن الوظيفة التناسلية.

فإذا أردنا أن نفهم تطلع المرأة المطلق إلى الكمال على حقيقته يجب أن نفهم طبيعتها الجسميه وأن ندرس العوامل التى تعين نموها من الوجهة التشريحية والفسيولوجية والبيولوجية ، فلا يوجد أحد اليوم يستطيع أن ينكر الصلة الوثيقة التى تربط شروط النمو النفسى بشروط النمو الجسمى لذا سنعلق قليلاً على التأثيرات التى تحدثها طبيعة المرأة من الناحية التشريحية وذلك للوصول إلى أهمية هذه الدراسات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال