المسلم إنسان واضح وصريح في جميع تعاملاته وتصرفات , فلا يلف ولا يدور ولا يخادع , فالناس تتمايز في الإسلام بالتقوى , التي هي عنوان للإخلاص والوضوح قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات .
خطب بلال رضي الله عنه لأخيه امرأة من قريش ، فقال لأهلها نحن من قد عرفتم ، كنا عبدين فأعتقنا الله تعالى وكنا ضالين فهدانا الله تعالى ، وكنا فقيرين فأغنانا الله تعالى ، وأنا أخطب إليكم ابنتكم لأخي ، فان تنكحوها له فالحمد لله تعالى ، وإن تردونا فالله أكبر ، فأقبل بعضهم على بعض ، فقالوا : بلال ممن عرفتم سابقته ، وعلمتم مكانته من رسول الله ، فزوجوا أخاه فزوجوه ، فلما انصرفوا قال له أخوه : يغفر الله لك يا بلال ، أما كنت تذكر سوابقنا ومشاهدنا مع رسول الله ، وتترك ما عدا ذلك؟ فقال : مه يا أخي ، إنما صدقتُ فأنكحك الصدق. إحياء علوم الدين 2/39.
وروي أن رجلا تزوج على عهد عمر رضي الله عنه وكان قد خضب فنصل خضابه فاستعدى عليه أهل المرأة إلى عمر وقالوا حسبناه شابا فأوجعه عمر ضربا وقال غررت القوم . إحياء علوم الدين 2/39.
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ ,أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم , جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله , إِنِّى قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِى لَكَ , فَقَامَتْ قِيَامًا طَوِيلاً , فَقَامَ رَجُلٌ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله , زَوِّجْنِيهَا , إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ , فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَىْءٍ تُصْدِقُهَا إِيَّاهُ ؟ فَقَالَ : مَا عِنْدِى إِلاَّ إِزَارِى هَذَا , فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : إِنْ أَعْطَيْتَهَا إِيَّاهُ , جَلَسْتَ لاَ إِزَارَ لَكَ , فَالْتَمِسْ شَيْئًا , فَقَالَ : مَا أَجِدُ شَيْئًا , قَالَ : الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ , فَالْتَمَسَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَىْءٌ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ , مَعِى سُورَةُ كَذَا , وَسُورَةُ كَذَا , لِسُوَرٍ سَمَّاهَا , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : قَدْ أَنْكَحْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ. أخرجه مالك "الموطأ" 1498 و"أحمد" 5/330(23184) و"الدارِمِي" 2201 و"البُخَارِي" 3/132(2310) .
وعن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ ، أَسْهَمَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ ، فَطَارَ سَهْمُ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ عَوْفٍ عَلَى سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : تَعَالَ حَتَّى أُقَاسِمَكَ مَالِي ، وَأَنْزِلَ لَكَ عَنْ أَيِّ امْرَأَتَيَّ شِئْتَ ، فَأَكْفِيكَ الْعَمَلَ . فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَانِ بْنُ عَوْفٍ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ ، دُلُّوُنِي عَلَى السُّوقِ ، فَخَرَجَ فَأَصَابَ شَيْئًا ، فَخَطَبَ امْرَأَةً فَتَزَوَّجَهَا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا ؟ قَالَ : عَلَى نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ . قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ. أخرجه مالك "الموطأ" 1570 و"أحمد" 3/190(13007) و"البُخَارِي" 2049 والتِّرْمِذِيّ" 1933 .
روي عن أبي طلحة أنه خطب أم سليم فقالت: إن أسلم تزوجته فأسلم فتزوجها، فلا يعلم مهر كان أكرم من مهرها، كان مهرها الإسلام.
فالحياة الزوجية السليمة والسعيدة لا بد أن تقوم من البداية على الوضوح والصراحة في كل شيء لا على الزيف والخداع.