المفاهيم الأساسية للنظرية السلوكية.. السلوك المكتسب. المثير والاستجابة. الشخصية. الدافع. التعزيز. الانطفاء. العادة. التعميم. التعلم وإعادة التعلم



النظرية السلوكية:

النظرية السلوكية هي إحدى النظريات النفسية التي تركز على دراسة السلوك البشري وتحليله. تعتبر هذه النظرية أحد الأنماط المهمة في علم النفس، وقد تأثرت بشكل كبير بالتطورات العلمية والفلسفية التي وقعت في القرن العشرين.

تركز النظرية السلوكية على السلوك القابل للملاحظة والقابل للقياس، وتعتبر العوامل الخارجية والتجارب المحددة أهم عوامل تشكيل السلوك البشري. تؤكد هذه النظرية أن السلوك ينبع من التعلم والتجارب السابقة، وأن البيئة والتحفيزات المحيطة بالفرد تؤثر بشكل كبير على تشكيل سلوكه.

المفاهيم الأساسية للنظرية السلوكية:

1. السلوك المكتسب:

تُعدّ النظرية السلوكية من أشهر النظريات في علم النفس، حيث تفترض أن معظم سلوك الإنسان مكتسب، أي أنه يتعلم من خلال التفاعل مع البيئة المحيطة. وبعبارة أخرى، لا يولد الإنسان بسلوكيات فطرية جاهزة، بل يكتسبها من خلال الخبرات والتجارب المتكررة.

2. المثير والاستجابة:

تفترض النظرية السلوكية وجود علاقة وثيقة بين المثير والاستجابة. فالمثير هو أي حدث أو موقف يُحفز على ظهور سلوك معين. بينما تُمثل الاستجابة السلوك الذي يُصدره الفرد كرد فعل على هذا المثير.

3. الشخصية:

تُعرّف النظرية السلوكية الشخصية بأنها مجموع الأساليب السلوكية المتعلمة والثابتة نسبياً. بمعنى آخر، الشخصية هي مزيج من السلوكيات التي تعلمها الفرد واستقرّت لديه بمرور الوقت.

4. الدافع:

يُعدّ الدافع القوة المحركة للسلوك، حيث يُحفز الفرد على القيام بأفعال معينة. وتُصنّف النظرية السلوكية الدوافع إلى نوعين رئيسيين:
  • الدوافع الوراثية: هي الدوافع الفطرية التي تولد مع الإنسان، مثل دافع الجوع والعطش.
  • الدوافع المكتسبة: هي الدوافع التي يتعلمها الفرد من خلال التفاعل مع البيئة، مثل دافع النجاح والانتماء.

5. التعزيز:

يُعدّ التعزيز عنصرًا هامًا في النظرية السلوكية، حيث يُشير إلى أي حدث يُزيد من احتمالية تكرار سلوك معين. ويتمّ ذلك من خلال المكافأة أو الثواب الذي يتلقاه الفرد بعد أداء السلوك المرغوب.

6. الانطفاء:

الانطفاء هو عملية ضعف السلوك المتعلم وخموده إذا لم يمارس ويعزز. فعندما لا يتلقى الفرد أي مكافأة أو ثواب على سلوك معين، يبدأ هذا السلوك بالتلاشي تدريجيًا.

7. العادة:

العادة هي رابطة وثيقة بين مثير واستجابة تصبح راسخة بمرور الوقت. فبمجرد أن يتعلم الفرد استجابة محددة لمثير معين، تصبح هذه الاستجابة تلقائية يكررها الفرد دون تفكير واعي.

8. التعميم:

التعميم هو عملية تطبيق سلوك تعلمته في موقف معين على مواقف أخرى مشابهة. فعندما يتعلم الفرد استجابة معينة، يميل إلى تكرار هذه الاستجابة في مواقف أخرى مشابهة، حتى لو لم يكن قد تدرب عليها بشكل مباشر.

9. التعلم وإعادة التعلم:

التعلم هو عملية تغير السلوك نتيجة الخبرة والممارسة. بينما إعادة التعلم هي عملية استبدال سلوك قديم بسلوك جديد بعد حدوث الانطفاء.

ملاحظات:

  • تُعدّ النظرية السلوكية من النظريات البسيطة والمباشرة التي تُفسّر السلوك الإنساني بشكل واضح.
  • تُستخدم النظرية السلوكية في العديد من المجالات، مثل التربية والتدريب والعلاج النفسي.
  • تُواجه النظرية السلوكية بعض الانتقادات، مثل التركيز على السلوك الخارجي وعدم الاهتمام بالعمليات الداخلية مثل الأفكار والمشاعر.

أمثلة على تطبيق النظرية السلوكية:

  • استخدام المكافآت لتشجيع الأطفال على التعلم.
  • تدريب الحيوانات على أداء حركات معينة باستخدام التعزيز.
  • استخدام العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الاضطرابات النفسية.

ختامًا:

  • تُقدم النظرية السلوكية إطارًا مفيدًا لفهم السلوك الإنساني وكيفية تغييره.
  • وتُعدّ هذه النظرية ذات قيمة كبيرة في العديد من المجالات التطبيقية، مثل التربية والتدريب والعلاج النفسي.