الشباب والملاهي.. إفساد أخلاق الشباب والبنات ومنحهم سعادة زائفة



نقصد بالملاهي: جميع وسائل اللهو، من سينما، ومسرح، وأغاني، وموسيقى، ورقص.. إلخ، ولا نريد تفصيل الأحكام الشرعية، المتعلقة بكل منها، لأن هذا الباب ليس لهذا الكتاب، وإنما أردنا من إثارة هذا الباب، أن ننبّه إلى الأضرار الكبيرة التي أصيب بها الناس، وعلى الأخص "الشباب"، من جرّاء هذه الملاهي.

وهنا ينبغي أن نذكّر بأن الإسلام دين جدّ، وانضباط وعمل، وأن معيشة اللاهين العابثين ليست من أهلاق المسلمين، لأن المسلم يعرف قيمة الحياة، وقيمة عمره الذي كتبه الله له، فلا يضيّعه سدى، ولا يفنيه في اللهو والفجور..

لقد عمّ في عصرنا بلاء "الملاهي" فانتشرت  "المسارح" و"السنمات"، تعرض على المشاهدين ما يسمى بـ "التمثيليات"، و"لمسرحيات" الفكاهية.. والمسليّة..

وعمّ أيضا "الغناء" و "الموسيقى"، من خلال أجهزة البثّ الإذاعي والتلفزيوني، بهدف إفراح الناس.. وإطرابهم..

وكثر في المجتمعات "الرّقص"، الشرقيّ منه والغربيّ.. وصار  الراقصون والراقصات ينبارون فيه، ويعتبرونه "فنّا" من الفنون.. بل: "فنا" رفيعا.
هكذا يقولون في هذه "الملاهي".. وهكذا يزعمون.. والله يعلم إنهم لكاذبون..

إننا نسأل هؤلاء الذين يروّجون هذه المفاسد: ما انتفعت الأمة من ملاهيكم هذه؟؟.. هل عزّزتم بها الأخلاق والشيم؟؟.. هل رفعتم مستوى الشعب الثقافي؟؟.. هل غرستم بها في نفوس الشباب فضيلة.. ولو واحدة؟؟.. ماذا فعلتم أيها الفنانون.. الفتانون.. المفتونون؟؟..

إنكم والله لم تقدموا برقصكم، وأغانيكم، وأفلامكم، وموسيقاكم،  للأمة إلا البلاء والأذى، وإننا نتحداكم أن تأتوا بأغنية واحدة لكم، ليس فيها تهييج للشهوات.. أو إفساد للشباب والبنات..

هل خدمتم الأمة بتعشيق البنات بالأسمر.. والشباب بالسمراء..؟؟ هل خدمتم الأمة بعري الراقصة، واهتزازاتها، المثيرة للشهوات..؟؟.. أبهذا خدمتم الشعب؟؟.. أم بأفلامكم الخليعة البائخة.. التي لا تصوّر عالم البشر.. بل عالم البهائم..؟؟..

هل مات فيكم الإحساس، فلم تشفقوا على "الشباب" المتفجر نشاطا وقوة، وعلى "الشابات" المعتصمات بالحياء الضاغط على عواطفهنّ، فقدمتم لهم جميعا كل المشاهد، المثيرة لكوامن الشهوة عندهم؟؟..

إنكم يا أهل "الفن" تزعمون أنكم تعالجون قضايا "الحب"، ومتى كان علاج "الحب" بين الرجل والمرأة يتم على نحو ما تفعلون؟؟.. هل من الضروري: أن نعلم الرجل كيف يعشق زوجة أخيه..؟؟!. وأن نعلم المرأة كيف تعشق شقيق زوجها؟؟.. وأن نعلّم الشاب والشابة كيف يتبادلان عبارات الإعجاب؟؟ وأنتم تعلمون: أن الناس يعيشون معا، أهلا وأقارب، فكأنكم تقولون للناس: هكذا افعلوا.. وتزرعون في أفكارهم بذور الشك وسوء النية.

هل من الضروري، هذا الذي أفسدتم به أخلاق شبابنا وبناتنا؟؟.. ومع ذلك تزعمون بكل وقاحة أنكم "فنانون".. وما أنتم والله إلا: "فتانون..".. "مفتونون..".. مأجورون..

لقد انساق السواد الأعظم من"الشباب"، مع هذه الموجة العاتية من "الملاهي"، فصار "الغناء" لهم عادة، يسمعون المطربين والمطربات، ليلا ونهارا، فطمس على قلوبهم، فنسوا ذكر الله عز وجل، وانصرفوا الى أبواب "المسارح والسينمات"، عوض "المساجد".. ومجالس العلم والدين.. وصار مثلهم الأعلى الذي به يعجبون، وله يقلدون: "مطرب" مشهور".. أو "مطربة" محبوبة.. فانخلعت قلوبهم للهو والغناء، وانشغلت بالموسيقى.. والرقص.. إلخ...

نحن نعلم: أن هذه الموجة من المفاسد الفنية هذهن لم تنتشر كلّ هذا الإنتشارن لولا وجود الدعم والتأييد، من الدول والمؤسسات الرسمية، التي وضعت تحت تصرّف هؤلاء المفتونين، جميع وسائل الإعلام، ومنحتهم الأوسمة والمنح المالية الكبيرة، وبرّزتهم في المجتمع، حتى صار "المطرب" أو: "المطربة"، و "الفنان" و"الفنانة"، هو المثل الأعلى الذي يتطلع إليه النشء، وصاروا بدل أن يتمنوا أن يكونوا: علماء.. باحثين.. مخترعين..  إذا بهم يتمنون أن يكونوا.. فنانين..

ولقائل يقول: هل معنى قولك هذا أنك ضدّ الترفيه عن النفس، وضدّ "الفن"؟؟ نقول: ليس هذا الذي نكشف الستر عنه من المخازي ترفيها عن النفس، ولا هو بالفن.. بل هو حرق للنفس.. وإفساد لها.. وبعيد كل البعد عن معنى: " الفن"..

إن "السعادة" ليست بلحس المبرد.. ولا بحكة الجربان.. ولا بتعليم الناس أسباب الفساد، ووسائل الإغراء والفتنة.. ولكنّ "السعادة" الحقيقية، هي سعادة القلب واطمئنانه.. واستقرار النفس وراحتها.. وأن ينام الإنسان مطمئنا.. ويستيقظ مطمئنا.. فهل هذا الفن المزعوم، يحقق للإنسان هذا الإطمئنان؟؟..