تعريف المراهقة.. غلبة النمو الفكري والإدراكي على الحياة الغريزية الوجدانية وتعديل صورته الشخصية تحت تأثير النضج الجنسي وتجلياته البيولوجية والنفسية والاجتماعية

نجد في قاموس ابن منظور فعل (راهق) يعني (الاقتراب) من الشيء، ورهقت الشيء رهقا قربت منه، فراهق الغلام فهو مراهق: يعني قارب الاحتلام.

والمراهقة لغة تعني الاقتراب من النضج والرشد، واصطلاحا نجدها في اللاتينية مشتقة من فعل (ADOLESCERE)، وهو يعني التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والوجداني والعاطفي والانفعالي.

والمراهقة بهذا المعنى تعني الانتقال من مرحلة عمرية إلى مرحلة عمرية أخرى تدريجيا، إذ لا يتم هذا الانتقال فجائيا، وإنما يتم بالتدرج والاستمرار يترك معها الفرد طفولته عبر تغيرات جسمية وعقلية ونفسية تطرأ على المراهق.

ويعرف بورو porot المراهقة هي «المرحلة الحياتية التي تعقب الطفولة، وتمتد حتى سن الرشد، وتتميز بدايتها بالبلوغ, غير أن تجليات هذه الظاهرة البيولوجية ليست سوى بداية لسيرورة مستمرة  وأكثر عمومية على المستوى النفسي ستتواصل لسنوات عديدة إلى أن يكتمل تكوين الراشد».

وتأتي المراهقة بعد مرحلة الكمون التي يتغلب خلالها النمو الفكري والإدراكي على الحياة الغريزية – الوجدانية لذا نلح على أهمية مرحلة الكمون هذه في التحضير لمراهقة سوية إذ منها يستمد المراهق جزءا من الموارد الطاقية التي ينظم بها حياته من جديد.

وإذا قاربنا هذه الفترة من منظور التحليل النفسي يمكننا القول مع حاييم أن المراهقة هي: «المرحلة التي يقدم فيها الفرد تحت تأثير النضج الجنسي, وتجلياته البيولوجية والنفسية والاجتماعية على تعديل صورته الشخصية، وصورة الاخرين وتغير المنظومة العلائقية ﻷناه مع المحيط إلى حين الاكتمال النهائي لشخصيته».

ومن الناحية الاجتماعية فان المراهقة هي الفترة التي يتخلى فيها الفرد تدريجيا عن مواقفه الطفولية اتجاه باقي أعضاء المجموعة، ويتواصل إلى إدراك وقبول واقعيين يمكنانه من أن يعامل على قدم المساواة من طرف باقي أعضاء مجموعته.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال