المراهقة وثنائية الحزن والخسارة وردود الفعل تجاهها

يمر المراهقون أثناء فترات الثكل بوقت صعب بوجه خاص؛ فهم يتعاملون مع الخسارة ويعبرون، في الوقت نفسه، عتبات المراهقة التي تعتبر غالبا مرحلة تطور محير ومضن.

وعندما يحزن المراهقون يتميز حزنهم وتفجعهم بالعمق لكنهم في الغالب يبذلون جهودا كبيرة في إخفاء مشاعرهم عمن حولهم لكي يكونوا أقل عرضة للنقد، ويصعب على الأولاد بوجه خاص إظهار عواطفهم الحقيقية...

وغالبا ما نجد أن المراهقين قد أخذوا على عاتقهم القيام بدور الراعي للعائلة، وبذا فانهم يكبتون حزنهم وألمهم الشخصي أو يزيلونه من مركز تركيزهم.

المراهقة هي وقت عبور خط دقيق يفصل بين الطفولة والبلوغ، ولهذا فان ردود فعل المراهقين على الخسارة تتميز بعناصر من كلا هذين العالمين، الطفولة والبلوغ، وتشبه مشاعر الالم والحداد لدى المراهقين نظيرتها لدى البالغين، إلا أن المراهقين يمكن ان يعبروا عن غضب اكثر وينغمسوا في سلوك متطرف، او حتى خطير. والمراهقون معرفيا، قادرون على فهم معنى وحتمية الموت لكنهم لا يستطيعون عاطفيا مواجهة هذا الحدث.

قد يكون شعورنا نحن البالغين تجاه المراهقين المحزونين شعورا بالعجز وعدم السيطرة.
وخلافا لما هو عليه الحال مع الأطفال الصغار، يكون المراهقون أكثر استقلالا ويشعر الكبار غالبا أن نفوذهم ضئيل على المراهقين.

ويمتد هذا ليشمل مقدار الوقت الذي يقضونه خارج البيت، والأشخاص الذين يعاشرونهم، وما الذي يتعرضون إليه من خلال وسائل الإعلام الالكترونية ونحن لا ندري في الغالب أنواع شبكات الدعم المتاحة لهم، وربما نشعر وكأنهم يرفضون محاولاتنا للتقرب منهم والاتصال بهم.

فكيف نستطيع معالجة هذا الوضع؟
أحدث أقدم

نموذج الاتصال